اتفقت 5 أحزاب تركية معارضة داخل الطاولة السداسية على خوض الانتخابات البرلمانية في قائمة واحدة، ضمن تحالف "الشعب"، بعد مفاوضات مضنية جرت في الأيام السابقة، وذلك مع اقتراب الانتخابات التركية التي تجري في 14 من مايو/ أيار الجاري، وهي انتخابات تعتبر مفترق طرق بالنسبة للحكومة، ومصيرية بالنسبة للمعارضة.
وقالت قناة "خلق تي في" التابعة لحزب "الشعب الجمهوري" المعارض، اليوم الخميس، إن 5 أحزاب منضوية داخل تحالف "الشعب" اتفقت على المشاركة في الانتخابات البرلمانية في قائمة واحدة.
وبحسب المعلومات التي أوردتها القناة، ووسائل إعلام تركية أخرى، فإن أحزاب "السعادة" و"الديمقراطي" و"دواء" و"المستقبل" ستخوض الانتخابات بقوائم حزب "الشعب الجمهوري"، على أن تكون لديها أولوية في بعض اللوائح.
وجاءت التوافقات بعد أيام طويلة من المفاوضات الصعبة بين الأحزاب، بسبب المطالب التي قدمها كل طرف، وعدد المقاعد، في ظل حديث عن عدم رضا الأحزاب الصغيرة عن المقاعد المخصصة لها.
وذكرت وسائل إعلام سابقا أن الأحزاب الصغيرة طالبت بأن يكون لها 20 مقعدا لكل حزب، بحسب وعود من رئيس حزب "الشعب الجمهوري" ومرشح المعارضة للانتخابات الرئاسية، كمال كلجدار أوغلو، ولكن تم توزيع 3 إلى 4 مقاعد لكل حزب، فيما لا تزال التفاصيل غير واضحة.
ومن المنتظر أن يسلم تحالف "الشعب" قوائمه إلى الهيئة العليا للانتخابات في 9 إبريل/ نيسان الجاري، وعند نشر الهيئة للقوائم المؤقتة سيتضح أكثر نصيب كل حزب من المقاعد، على أن تكون هناك فترة اعتراضات على القوائم المؤقتة، وبعد تقييمها ستصدر القوائم النهائية.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن كلجدار أوغلو التقى زعيم حزب "المستقبل" أحمد داود أوغلو مساء أمس، وجرت التوافقات بعدها، فيما يفضل "الحزب الجيد"، وهو الشريك السادس في الطاولة السداسية، عدم المشاركة في الانتخابات ضمن قائمة مشتركة، وخوض الانتخابات وحده وإجراء تحالفات في بعض الولايات مع حزب "الشعب الجمهوري".
وفي السياق، قالت وسائل إعلام أيضا إن التوافقات بين "الشعب الجمهوري" و"الحزب الجيد" باتت تشمل 12 ولاية، بعد الإعلان أمس عن تحالفهما في 10 ولايات.
ويهدف الحزبان إلى زيادة عدد النواب البرلمانيين عن المعارضة في الولايات التي من الصعب الحصول فيها على عدد كبير من المرشحين، حيث يضع كل حزب مرشحا بين مرشحين بشكل متتال في الولايات التي فيها أقل من خمسة نواب.
وبحسب قانون الانتخابات الجديد الذي تجري الانتخابات البرلمانية وفقه، فإن العتبة البرلمانية حددت في 7 بالمائة، وهو ما يعني صعوبة دخول الأحزاب الصغيرة للبرلمان، وهو ما يدفعها للتحالف، وفي حال حصول التحالف فإن الأحزاب الصغيرة تدخل البرلمان بما حصلت عليه من أصوات.
وسبق الإعلانُ عن التوافقات مساعي من قبل حزب "السعادة" لتشكيل تحالف للأحزاب الإسلامية المحافظة داخل تحالف "الشعب"، يضم إلى جانبه حزبي "دواء" و"المستقبل"، لكن حزب "دواء" رفض هذا العرض.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أفاد، في مقابلة له أمس الأربعاء، أن "ثمة خلافات تعصف بالمعارضة سترشح مع نهاية الأسبوع، موعد تسليم القوائم النهائية"، وألمح لوجود خلافات فيما بين الأحزاب.
وعلى صعيد التحالف الجمهوري الحاكم، تبدو الأمور أهدأ بعد أن قرر حزب "هدى بار" خوض الانتخابات بقوائم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وكذلك حزب "الوحدة الكبرى"، فيما يخوض حزب "الحركة القومية" الانتخابات البرلمانية منفردا، وكذلك حزب "الرفاه من جديد".