يُفضل أكثر من نصف المغاربة القنوات الأجنبيّة على قنواتهم المحليّة، بحسب تقرير صدر لمؤسسة "ماروك متري" قياس نسب مشاهدة القنوات التلفزيونيّة في المغرب.
وأوضحت المؤسسة، في تقرير جديد لها خلال شهر فبراير/شباط المنصرم، أن أكثر من 56 في المئة من المشاهدين المغاربة يغادرون القنوات الوطنية للتفرج على مختلف القنوات الأجنبية.
وليست هذه المرّة الأولى التي تؤشر فيها أرقام مؤسسات مختصة في قياس نسب المشاهدة، على ظاهرة صارت تتنامي، في السنوات الأخيرة، متمثلة في "هجرة" العديد من الجمهور المغربي إلى القنوات الأجنبية، ما يترجم نوعاً من عزوف المغاربة عن متابعة قنواتهم المحلية.
وأظهرت نتائج المؤسسة، أن 39 في المئة فقط من المشاهدين المغاربة فضلوا مشاهدة القناتين الرسميتين، القناة الأولى، والقناة الثانية "دوزيم"، فيما باقي القنوات الأخرى، وهي قناة الرياضة والقناة الرابعة والقناة السادسة، والقناة الأمازيغية، تقاسمت النسبة المتبقية.
اقرأ أيضاً: للمرة الأولى: التلفزيون المغربي الرسمي يصف السيسي بـ"قائد الانقلاب"
وبحسب المؤسسة، احتلّت القناة الثانية المرتبة الأولى في نسبة مشاهدة القنوات الوطنية، مُحقّقةً نسبة وصلت إلى 28 في المئة من مجموع معدل مشاهدة القنوات التلفزيونية في المغرب، بينما جاءت القناة الأولى في المركز الثاني بنسبة 7.7 في المئة.
ويعتبر الخبير في الاتصال، ورئيس قسم الإعلام في منظمة الإيسيكسو"، محجوب بنسعيد، أنّ موضوع "هجرة" المغاربة نحو القنوات الأجنبية "يعود إلى عوامل نفسية وثقافية واجتماعية متداخلة ترتبط بالعديد من المعطيات".
ويوضح بنسعيد أن "المعطى الأوّل هو الرغبة الجامحة في معرفة الإنتاج التلفزيوني المغاير، والانعتاق من قيود سياسة إعلامية سادت خلال فترة معيّنة من تاريخ المغرب، من خلال اللجوء إلى القنوات الفرنسية والإسبانية الملتقطة بواسطة هوائيات مستوردة".
اقرأ أيضاً: "رويترز" تستعد لإطلاق قناة تلفزيونية رقمية
ووفق بنسعيد، يتجلى العامل الثاني في "الطفرة الكبيرة التي شهدها البث الفضائي بتعدد القنوات التي أصبح بإمكان المواطن المغربي، حتى في مدن الصفيح، شراء التجهيزات اللاقطة لها، وبالتالي أصبح هناك تنوع كبير في أشكال ومواضيع الفرجة التلفزيونية".
ويعود العامل الثالث، بحسب بنسعيد إلى أن "أغلب البرامج المحلية في مختلف المواضيع ضعيفة على المستوى الفني والتقني".