أطلق متطوعون سوريون مبادرة "تمكين" التي تسعى إلى دعم المرأة السورية وتعزيز دورها في المجتمع بمدينة الرقة شمال سورية.
المبادرة تقوم على جهود تطوعية بالكامل، وفق ما أكد المسؤول فيها مناف الأسعد لـ"العربي الجديد": "المبادرة تطوعية تسلّط الضوء على حقوق المرأة وواقعها، وتسعى لأن تكون للنساء قدرات وإمكانات حتى يطالبن بحقوقها، فإذا كانت الواحدة منهن مثلا لا تعرف القراءة والكتابة فكيف ستطالب بحقوقها، ومن هنا جاءت فكرة "تمكين"، ونسعى لتطويرها مستقبلا".
ووفق الأسعد، فإن الهدف العام من المبادرة هو تحسين التماسك المجتمعي عن طريق رفع قدرات المرأة، أما الأهداف المرحلية فهي، التماسك المدني بين منظمات المجتمع المدني، وإشراك أكثر من ثلاث منظمات بفكرة واحدة، إضافة لدورات تدريبية بالحاسوب و مهارات التواصل والقيادة ومحو أمية 25 امرأة بحي حارة البدو بالرقة، وتطوير قدرات 120 من النساء الناشطات ومن كافة المكونات والشرائح والفئات الاجتماعية في عدة مهارات لدمجهنّ بسوق العمل.
وبيّن أنه تم أيضا تأهيل ثلاث متدربات ليكنّ مدربات بثلاثة اختصاصات، ويقدمن مساعدات للنساء على التقدم للوظائف العامة التي تتطلب خبرات عملية ومهارات إدارية عالية في مجال الحاسوب، وأخيرا زيادة فاعلية النساء كقائدات مجتمعيات في المنطقة.
وأكد الأسعد أن المبادرة تقوم بعدة نشاطات، منها زيارة منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق المرأة لضمان شراكات وتحالفات للمساهمة بتنفيذ المبادرة، مع تحديد مكان إقامة الدورات التدريبية، وتحديد المعايير لاختيار المتدربات، واختيار المدربين المتطوعين بالمبادرة، ووضع الحقيبة التدريبية لكل دورة، و فتح باب التسجيل للراغبات وانتقاء أسماء المستفيدات، أيضا إقامة أربع دورات تدريبية بعدة محاور، وهي الحاسوب والتواصل والقيادة ومحو الأمية، حيث تمنح شهادات حضور للمستفيدات منها.
وبيّن الأسعد أن الخطة الزمنية للمبادرة هي 3 أشهر، بمعدل مرحلة لكلّ شهر، ويشارك فيها منظمات المجتمع المدني المهتمة بحقوق المرأة، ومجلس المرأة بالرقة، والمدربات والمدربون والناشطات بالمجتمع المدني والمحلي.
الناشط أحمد الحسن من أبناء مدينة الرقة، أشار في حديثه لـ"العربي الجديد" لمدى أهمية المبادرة، موضحا أنها ستعمل على محو أمية 60 من الشابات في مدينة الرقة، إضافة لدورة الحاسوب ودورة مهارات التواصل. مضيفا "المبادرة رائعة ومهمة وستنعكس إيجابا على واقع المرأة في مدينة الرقة".
ومرّت النساء وباقي فئات المجتمع في مدينة الرقة بظروف عصيبة خلال سنوات سيطرة تنظيم "داعش" عليها، إضافة لفترة ما بعد المعارك ضد التنظيم وطرده منها عام 2017، مع الدمار الواسع الذي حلّ بها، الأمر الذي يتطلب توحيد جهود كافة المنظمات والجهات الإنسانية لدعم المجتمع فيها وتحديدا المرأة.
إحدى النساء المشاركات في المبادرة قالت لـ"العربي الجديد" المبادرة رائعة وجميلة، وهي تزيد المعارف والتنمية وتترك في النفس أثرا إيجابيا وتستحق الثناء، أتوجه بالشكر للمنظمات والناشطات المشاركات، وأتمنى أن تكون هذه المبادرات متواصلة في مجتمع مدينة الرقة".
وسيطرت قوات سورية الديمقراطية على مدينة الرقة في أكتوبر/ تشرين الأول، إذ شهدت أحياء المدينة دمارا واسعا خلال المعارك ضد تنظيم "داعش"، وهجّر العدد الأكبر من أبناء المدينة حينها والذين قدر عددهم قبل عام 2011 بنحو 900 ألف نسمة.