يعمل الفلسطيني أكرم عيد، على جمع النفايات من منزله في حيّ تل الهوى، جنوبي مدينة غزة وفقاً لنظام فرز محدّد من أجل نقلها إلى مكبّ النفايات المركزي في المدينة بآلية جديدة، تختلف عن آلية جمع النفايات من مناطق القطاع.
وعيد هو أحد سكّان المناطق المستهدفة من مبادرة "سلّة بلدنا" الشبابية التي تعمل على تدوير النفايات وجمعها بطريقة عصرية تستهدف تسهيل فرزها، بحيث تُفصل النفايات التالفة عن العضوية وغير العضوية.
وتستهدف المبادرة قرابة 20 برجاً سكنياً في مدينة غزة، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية، وهي تعمل بشكل يومي على نقل هذه النفايات وفرزها في المكبّ الرئيسي للنفايات وتجزئتها بطريقة جرى تدريب السكّان عليها عبر محاضرات وورش فنية.
ويقول عيد لـ "العربي الجديد"، إنّ فريق المبادرة يعمل بشكل يومي على إخراج النفايات وفقاً للنظام الذي حُدد من قبلهم، والذي يقسّمها إلى ثلاثة ألوان (الأزرق والأخضر والأصفر) الأمر الذي يساعد في فصل كل نوع من النفايات عن الآخر.
ويرى الشاب الفلسطيني أنّ المبادرة تعالج الثقافة السائدة في المجتمع في التعامل مع النفايات، إذ بات تعامل سكّان المنطقة مع النفايات مختلفاً تماماً، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأصبح الجميع بمن فيهم الأطفال، يفرزون النفايات.
ووضع فريق المبادرة مجموعة من الملصقات والتعليمات للسكّان داخل الأبراج أو شققهم، بهدف مساعدتهم على فرز النفايات في المنازل وتوزيعها بشكل يسهّل عملية نقلها وفرزها من الفريق والمتطوعين إلى المكان المخصّص بشكل يومي.
وعمل الفريق على تطوير تطبيق إلكتروني على الهواتف الذكية يستعمله السكّان أو يتصلون بفريق المبادرة من أجل جمع القمامة حال توفرها، ونقلها عبر "توكتوك" وهو وسيلة النقل المستخدمة لجمع النفايات.
في الأثناء، يقول أحد مؤسسي المبادرة، حسين حماد، إنّ المبادرة التي تأسّست عام 2019، تستهدف تقليل كميات النفايات وتعزيز الوعي والثقافة البيئية في صفوف السكان في ضوء التغيّر المناخي، الذي لا يعتبر القطاع بعيداً عنه.
ويضيف حماد لـ "العربي الجديد"، أنه "بحسب بيانات بلدية غزة، فإنّ المدينة تنتج يومياً بشكل منفرد، 60 طناً من النفايات، وهو ما جعل المبادرة تستهدف تقليل كمية النفايات المنتجة بطريقة عصرية ومبتكرة تخدم البيئة في غزة".
وبحسب حماد، فإنّ فريق المبادرة تمكّن من الحصول على دعم مالي من بلدية غزة بقيمة 10 آلاف شيكل، مكّنهم من استهداف 10 أبراج سكنية جنوب مدينة غزة، ثم حصل على دعم مالي آخر بقيمة 25 ألف دولار من إحدى الصناديق، ما مكّنهم من توسيع إجمالي المستهدفين ليصل إلى 20 برجاً، بالإضافة إلى الجامعة الإسلامية.
ويتشكّل الفريق التأسيسي للمبادرة من 12 مهندساً، بينهم مهندسو حاسوب وبيئة وميكانيك وهندسة مدنية، فيما يبلغ تعداد الفريق ككل 25 فرداً من المتطوعين والمتطوعات، يعمل جميعهم في تخصّصات مختلفة داخل المبادرة.
حصر الفريق أوعية القمامة المستخدمة في ثلاثة ألوان، بهدف التخفيف عن السكّان ومن أجل التمكّن من استيعابها داخل الشقق السكنية، وهو ما سهّل تعاملهم مع المبادرة بالرغم من صعوبة نشر هذه الثقافة في بداية الأمر.
وبحسب مبادرة "سلّة بلدنا"، فإنّ متوسط النفايات التي يخلّفها الفرد الواحد في المنطقة المستهدفة يبلغ 0.6 غرام، في الوقت الذي يبلغ الإجمالي الكلي في 20 برجاً 1.4 طن يومي، بواقع إجمالي يقدر بـ 42 طناً من النفايات.
ويشير حماد إلى أنّ عملية التخلّص من النفايات تمرّ بمرحلتين يومياً، الأولى يتمّ فيها نقل النفايات العضوية والتي تشكّل 70% من النفايات، والثانية تضمّ النفايات التالفة وغير العضوية وهي التي يتم نقلها لإعادة التدوير.
ويطمح فريق المبادرة خلال الفترة المقبلة، بأن تتّسع أعداد المنشآت السكنية والعامة المستهدفة لتصل إلى استهداف المطاعم العامة والمرافق، بما يعزّز الثقافة البيئية في القطاع ويعمل على توعية المجتمع بالتخلّص من النفايات بطريقة عصرية.