أطلق عدد من المنظمات الإنسانية في الشمال السوري حملة بعنوان "نفس" لتأمين المستلزمات الطبية المنقذة للحياة لمصابي فيروس كورونا بالتزامن مع ارتفاع أعداد المصابين، وتفاقم أزمة الأوكسجين، فضلاً عن بلوغ المستشفيات ذروة الاستيعاب القصوى.
وقال الطبيب وسم باكير، المنسّق الطبي في منظمة "بنفسج" المشاركة في الحملة، لـ"العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "الأسباب المباشرة للحملة هي الحاجة لتأمين الأوكسجين والمعدات الطبية اللازمة لمصابي فيروس كورونا. هناك عجز كبير في تأمينها في ظل انتشار الجائحة، ووصول المشافي إلى نسب الإشغال الكاملة. الوضع الطبي وصل إلى مرحلة العجز عن توفير أسرة عناية لمشافي العزل بسبب تزايد أعداد المرضى، ونناشد الجهات المانحة التدخل لمنع الكارثة".
وحول كيفية الخروج من الأزمة، لفت باكير إلى أنه ينبغي دعم المنشآت الطبية بتوفير أسرة عناية، وأسرة رعاية متوسطة، وتطوير مراكز العزل من خلال إنشاء قسم عناية متوسطة مزودة بأجهزة، إضافة إلى تأمين مولدات مركزية للأوكسجين في المنشآت الصحية، وتشجيع المواطنين على أخذ اللقاح، وعدم التهاون باتباع إجراءات السلامة، بما فيها الحجر المنزلي، مع التوصية بفرض حظر تجول جزئي بهدف تخفيف الزحام، ومنع انتشار العدوى.
وحذر الدفاع المدني السوري، في بيان، أمس الجمعة، من ارتفاع أعداد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا في شمال غرب سورية، وقال إنّ الجهات الصحية سجّلت حتى الآن أكثر من 72 ألف إصابة، ونحو 1200 وفاة، مع توقعات بارتفاع كبير في أعداد الوفيات في ظل إشغال كافة أسرة العناية، والنقص الحاد في الأوكسجين.
وأكد الطبيب سالم عبدان، مدير صحة إدلب، لـ"العربي الجديد"، ارتفاع العجز في توفير الأوكسجين في المنطقة لمصابي فيروس كورونا، مشيراً إلى أن الإنتاج لا يكفي بسبب ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير، موضحاً أنّ "هناك نحو 30 مولّدة أوكسجين في المشافي العامة، تنتج حوالي 2000 أسطوانة في اليوم، ويوجد مولّدات خاصة تنتج حوالي 2500 أسطوانة في اليوم، وهذا لا يكفي أعداد المصابين في الوقت الحالي".
وقالت حملة "نفس"، في بيان، إنّ "العجز القائم في الأوكسجين يتجاوز 50%، إذ وصلت الحاجة اليومية إلى 2156 أسطوانة بسعة 40 لتراً، بينما يبلغ عدد الأسطوانات المتوفرة حالياً 1078 أسطوانة فقط، ما يوضح حجم الكارثة التي تهدد مصابي فيروس كورونا في شمال غربي سورية".