يشكو السكان في مناطق عدّة تخضع لسيطرة النظام السوري من أزمة مياه مرتبطة إمّا بأزمة الكهرباء، وإمّا بشبكات المياه المتهالكة التي تحتاج إلى صيانة وتأهيل بشكل كامل.
وتمتدّ أزمة المياه من محافظتَي درعا والسويداء، جنوبي سورية، إلى محافظات دمشق وريف دمشق وحماة وحمص، وكذلك محافظات الساحل السوري بالإضافة إلى محافظة حلب، والسبب الرئيسي هو التضارب ما بين ساعات انقطاع الكهرباء عن الأحياء وساعات تغذية مضخّات المياه.
يقول الناشط حسام الجبلاوي لـ"العربي الجديد" إنّ "عموم سكان محافظة اللاذقية على الساحل السوري يعانون من أزمة مياه، وليس فقط ناحية البهلولية. ففي كلّ فصل صيف تتكرّر الأزمة، لكنّها تختلف اليوم كلياً عن الأزمات السابقة"، ويوضح: "في السابق عمد مجلس مدينة اللاذقية إلى تقنين المياه ليتزامن ضخّها مع وصول الكهرباء، وقسّم التغذية مداورة يومية بين كلّ أحياء المدينة. لكنّ هذا الأمر فشل بسبب انقطاع الكهرباء وعدم الالتزام بساعات ضخّ منتظمة لتلك الأحياء".
يضيف الجبلاوي أنّ "انقطاع المياه يستمرّ ما بين أسبوع وعشرة أيام في مناطق كثيرة من محافظة اللاذقية، خصوصاً في أحياء مدينتَي جبلة واللاذقية. وحيّ الفيض في مدينة جبلة مثلاً، تنقطع المياه عنه في أحيان كثيرة مدّة عشر أيام".
ويتابع أنّ "صهاريج المياه مكلفة كذلك بالنسبة إلى السكان"، لافتاً إلى أنّ "ثمّة جهات مسؤولة في النظام برّرت الأزمة بأنّ شبكات المياه قديمة، في حين يُسجَّل تبادل للوم ما بين مؤسسة الكهرباء ومؤسسة المياه، علماً أنّ ثمّة أضراراً في الشبكات تعود إلى نحو 15 عاماً ومن دون أيّ صيانة لها".
من جهته، يقول خضر الحمصي إنّ "سكان ريف حمص الشمالي كذلك يعانون من أزمة مياه"، شارحاً لـ"العربي الجديد" أنّ "السبب يعود إلى عدم توفّر الكهرباء". يضيف أنّ "كثيرين من السكان يعتمدون على الآبار السطحية التي شاعت في المنازل، بالإضافة إلى اعتماد آخرين على آبار إرتوازية لتعبئة خزانات المياه لديهم عندما تتوفّر الكهرباء. أمّا مياه الشبكات فهي مقطوعة في الغالب، بسبب انقطاع الكهرباء التي تغذّي المنازل. وعند توفّر الكهرباء، تكون مضخّات المياه متوقّفة والمياه مقطوعة".
في سياق متصل، أفادت صحيفة الوطن الموالية للنظام السوري بأنّ سكان قرى البهلولية على الساحل السوري يشتكون من أزمة مياه منذ بداية شهر يوليو/ تموز الجاري، والمياه لم تصل إلى منازلهم منذ أكثر من 10 أيام متواصلة. وقد نقلت الصحيفة شكاوى مواطنين في قريتَي الزوبار وبرابشيو الذين طالبوا بضخّ مياه الشرب، إذ لا تتوفّر مصادر بديلة لديهم. يُذكر أنّ المياه لم تكن تصل أكثر من 15 دقيقة متتالية قبل فترة الانقطاع الأخيرة.
وفي مدينة السويداء، تتواصل أزمة المياه منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وقد بدأت الأزمة بشكل فعلي في مارس/ آذار الماضي، بحسب ما أوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد". ويُبرَّر انقطاع المياه عن أحياء في المدينة بأعطال في شبكة النقل أو تعرّض بعضها للتخريب. يُذكر أنّ أيّ جهة لم تتدخّل لمساعدة السكان في نقل المياه، حتى الشاحنات التابعة للهلال الأحمر السوري توقّفت عن العمل، بحسب المصادر نفسها.
ومن المناطق التي تعاني من أزمة المياه، ضاحية قدسيا التابعة إدارياً لمحافظة ريف دمشق، كما مدينة جرمانا. ويعود سبب الأزمة في ضاحية قدسيا إلى أزمة الكهرباء كذلك وساعات قطع التيار. وقد أفاد رئيس مجلس مدينة ضاحية قدسيا محمد رحمة، في وقت سابق، بأنّ "مشكلة المياه ليست في تقنين الماء، بل في التقنين الكهربائي المرتبط بمحطات ضخّ المياه".
تجدر الإشارة إلى أنّ مؤسسة التجارة التابعة للنظام السوري خفّضت، في السابع من يونيو/حزيران الماضي، مخصّصات المحافظات من مياه الشرب إلى النصف، وعزت ذلك إلى انخفاض منسوب المياه في الآبار وزيادة الطلب من قبل السكان.