يرث العالم العربي الأزمات من عام إلى آخر، وإن كان بعض الدول العربية في منأى عن الحروب أو الصراعات أو الأزمات الداخلية. وحده فيروس كورونا الجديد كان جامعاً بين الدول العربية والعالم، والذي أدى تفشيه إلى مأساة وتدابير قاسية من إغلاق وحجر وموت. من هنا، يجمع العرب على تمني الخلاص من الفيروس، الذي فرق الكثير من العائلات عن بعضها البعض.
وبعيداً عن كوفيد-19، يعيش عدد من الدول يوميات قاسية من جراء الحروب وارتفاع نسبة الفقر وتقلص المساعدات الإنسانية في دول هي في أمسّ الحاجة إليها، عدا عن الأزمات الاقتصادية. كلّها عوامل جعلت الكثير من الشباب يشعرون باليأس، وبات الأمل الوحيد للخلاص هو الهجرة، علماً أن هذا الخيار لم يعد سهلاً أيضاً.
تتقلص أحلام كثيرين. الطموح المهني يتراجع في مقابل الشعور بالأمان والطمأنينة. الأولويات أجبرت الكثير من الناس، وخصوصاً في دول تواجه يوميات صعبة واقتتال متواصل والبحث عم لقمة العيش، على التنازل عن أمور كثيرة، لطالما عُدّت أولوية. التعليم الذي كان أولوية بالنسبة للعائلات النازحة، أصبح ترفاً، إذ يضطر كثيرون إلى الدفع بأولادهم للعمل في عمر مبكر من أجل تأمين لقمة العيش.
تضيق الخيارات بالنسبة للشباب في العالم العربي، وبات الهرب أحد أحلامهم الرئيسية، ليبدأوا في الدفاع عن أحلامهم من مكان آخر.
(العربي الجديد)