غادر نازحو مخيم "أهل سراقب" في ريف إدلب شمال غربي سورية، مخيمهم من دون رجعة، إلى مخيم جديد، اليوم الاثنين، بعدما أحرقت قنابل الطائرات الحربية مخيمهم وتسببت بمقتل 5 من سكانه وجرح آخرين قبل عدة أيام.
وانتقل سكان المخيم الذي كان يضم 51 عائلة إلى مخيم آخر بريف حلب الغربي، وفقا لتصريح مدير المخيم خالد ديب المسيطر لـ"العربي الجديد" مضيفاً أنّ الطائرات الحربية قصفت المخيم قبل 5 أيام، وأسفر القصف عن مقتل 5 أشخاص من عائلة واحدة بينهم امرأة حامل وطفلها بينما أصيب 5 آخرون، مما أجبر الأهالي على النزوح.
وأوضح المسيطر قائلاً: "اليوم، ينقل الأهالي ما بقي لديهم من أغراض إلى مخيم النزوح الجديد والذي يضم 16 خيمة فقط ويفتقر للمياه ولا مكان لنوم الأهالي، فضلاً عن عدم توافر فرش أو أغطية لدى الأهالي، ومنهم من فضّل الذهاب لأقارب له أو أصدقاء ليقيم لديهم إلى أن يجد مكاناً أفضل".
ويعد هذا النزوح هو الخامس لأهالي المخيم، وفقاً للمسيطر، إذ سبق ونزحوا من سهل الغاب إلى جبل الزاوية ثم إلى سراقب ثم إلى ريف سراقب وصولاً إلى قرية الحمامة في الريف الغربي لمحافظة إدلب ومن ثم إلى المخيم الجديد في الريف الغربي لمحافظة حلب.
جمال حسين شحادة أحد النازحين من المخيم، يقول لـ"العربي الجديد" أنّ كل ما بقي لديه، بعد قصف المخيم، بعض الأغطية والأدوات المنزلية، قائلاً: "لم يبقَ لدينا طعام، نسأل الله الفرج، كله يعوض إلا فقدان 5 شهداء من عائلتنا، هم شقيقتاي وابنان لهما ووالدتي، كما أنّ هناك أطفالاً في المستشفى، فقد كنا في المخيم عندما قصفته الطائرة الحربية. عائلة بأكملها قتلت... بقي طفل عمره عام زرته البارحة في المستشفى وكان يريد أمّه باكياً، وكذلك طفل آخر بعمر عام ونصف يبكي طالباً أمه". ويشير إلى أن الأوضاع صعبة للغاية وبعض أفراد عائلته ما زالوا في المستشفى يتلقون العلاج حالياً، وهو من بين النازحين أيضاً إلى المخيم الجديد.
بدوره، أوضح الناشط الإعلامي عدنان الطيب لـ"العربي الجديد" أن استهداف المخيمات في شمال غرب سورية أصبح متكرراً، ومصدراً لخوف سكان المخيمات التي أصبحت هدفاً مباشراً للطائرات الحربية، مضيفاً: "مخيم أهل سراقب هو آخر مخيم استهدف خلال حملة التصعيد الأخيرة، واليوم مراكز الإيواء التي تشيّد لاستقبال النازحين الجدد تفتقر إلى أدنى الخدمات، ودرجات الحرارة بدأت بالانخفاض، لذلك على المنظمات الإنسانية والجهات المختصة بذل جهود أكبر لإيواء النازحين".
وتسببت حملة التصعيد الأخيرة لقوات النظام وروسيا بنزوح أكثر من 100 ألف مدني من عدة مناطق في شمال غرب سورية، حيث قتل 60 شخصاً بينما أصيب 285 آخرون، وفق تقرير صدر عن فريق "منسقو استجابة سورية" في 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.