لم تسلم الأغلبية الساحقة من الأسر التونسية من عدوى الموجة الخامسة من فيروس كورونا بعد أن اكتسح متحوّر أوميكرون أكثر من نحو 20 محافظة من مجموع الـ24، مسبّباً ارتفاع الضغط على أسرّة الأكسيجين في المستشفيات الحكومية مع اقتراب الموجة من ذروتها.
ويرجّح الأطباء أن تبلغ الموجة الخامسة من عدوى كورونا ذروتها هذا الأسبوع، مع تصاعد العدوى بشكل كبير، ما سبّب تسجيل إصابات لدى معظم الأسر التونسية وتوقعات بتسجيل مناعة جماعية مع انتهاء الموجة في نهاية فبراير/ شباط المقبل.
وتقدّر السلطات الصحية في تونس نسبة العدوى بمتحوّر أوميكرون خلال هذه الموجة، بنحو 90 بالمائة من الإصابات، فيما يسجّل الفيروس حضوراً كاسحاً في 20 محافظة مقابل تسجيل عدوى ناجمة عن متحوّر دلتا في أربع محافظات أخرى، إلى جانب تسجيل عدوى مزدوجة بفيروس كورونا وفيروسات النزلة الموسمية من صنف "أ".
وقال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة فيروس كورونا، أمين سليم، في هذا الصدد إنّ "أغلب الأسر التونسية أصيبت بفيروس كورونا أو أصيب، على الأقل، فرد منها بالفيروس نتيجة سرعة تفشي المتحوّر الجديد". وأكّد أنّ "هذا الأمر يساعد على تحقيق المناعة الجماعية".
غير أنه أكّد في تصريح لـ"العربي الجديد" أنه لا "يمكن تحديد نسبة المناعة العامة المكتسبة قبل نهاية الموجة الحالية"، مشيراً إلى أنّ "المناعة العامة ستُقاس في ضوء الأرقام الرسمية المسجّلة والخاصة بعدد الإصابات المؤكدة ونسبة الإيواء في المستشفيات وعدد الوفيات".
وأضاف عضو اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا أنّ "متحور كورونا يطغى بنسبة 90 بالمائة على مجموع الإصابات المسجلة في أغلب محافظات البلاد مع تواصل تسجيل عدوى ناتجة من متحور دلتا في بعض المحافظات، إلى جانب تسجيل إصابات بالفيروسات الموسمية من صنف "أ" الذي يسبب حالات خطرة أيضاً".
وأكّد أمين سليم أنّ "الضغط على أسرّة الأكسيجين تصاعد في الأسابيع الأخيرة، غير أنّ نسبة الإيواء في المستشفيات للمصابين بكورونا لم تبلغ المستويات المسجّلة إبان الموجة الرابعة، وذلك بفضل التحصين عبر التلقيح".
ورجّح المتحدث أن "تكون الوفيات أقّل بـ10 مرات مما سُجِّل خلال الموجة الرابعة"، مشيراً إلى أنّ "أغلب الوفيات سجلت لدى أشخاص من ذوي الهشاشة الصحية ومن غير الملقحين".
وحول إقبال التونسيين على التلقيح ضد النزلة الموسمية، قال أمين سليم إنّ "السلطات الصحية وفّرت 300 ألف جرعة ضد النزلة في إطار برنامج التلقيح السنوي، غير أنّ الإقبال كان ضعيفاً هذا العام، حيث لم يُستعمَل إلّا 100 ألف جرعة، وذلك نتيجة الخلط الحاصل بين النزلات الموسمية العادية والعدوى بمتحور أوميكرون".
وتكشف البيانات الرسمية لوزارة الصحة ارتفاعاً في نسبة التحاليل الإيجابية إلى 31 بالمائة مقابل 3 بالمائة فقط، قبل بدء الموجة الجديدة.
كذلك بلغ عدد المقيمين في المستشفيات 751 حالة، من بينها 174 حالة في أقسام الإنعاش الطبي، فيما بلغ عدد من استكملوا جرعات اللقاح 6,2 ملايين تونسي، من بينهم مليون حصلوا على الجرعة التعزيزية الثالثة.