يكافح رجال الإطفاء للسيطرة على حرائق غابات محتدمة في عدة مناطق من إسبانيا، السبت، وسط جفاف ورياح، في الوقت الذي أدت فيه موجة حارة إلى ارتفاع درجات الحرارة لتقترب من مستويات قياسية.
وقالت هيئة الأرصاد الجوية الإسبانية إن البلاد تتجه نحو تسجيل أعلى درجات حرارة تشهدها في أوائل الصيف منذ عشرات السنين، مع توقع تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 40 و42 درجة مئوية في سرقسطة في الشمال الشرقي، ومنطقتي نافارا ولاريوخا في الشمال.
وكانت منطقتا سمورة الواقعة قرب الحدود مع البرتغال، وكتالونيا في الشرق، من بين أكثر المناطق تضررا من حرائق الغابات، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو مصابين.
وقالت الحكومة الإقليمية في قشتالة وليون، حيث تقع سمورة، إن ما يقرب من 20 ألف هكتار من الأراضي احترقت في سلسلة جبال سييرا دي لا كوليبرا، وإن الحرائق "ما زالت مستعرة"، وقال رجال الإطفاء في كتالونيا إنهم يتوقعون أن يكون اليوم السبت "صعبا" بسبب "ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وهبوب رياح جنوبية قوية".
ومن المتوقع أن تزداد وطأة موجة الحر غير المسبوقة التي تضرب جنوب أوروبا منذ عدة أيام في فرنسا، بعد ظهر السبت، حتى تبلغ مستويات قياسية، وبحسب مصلحة الأرصاد الفرنسية، ستؤثر موجة الحر على كامل فرنسا تقريبًا، في وقت تمّ وضع 11 منطقة فرنسية تقع بشكل أساسي على طول الساحل المطل على المحيط الأطلسي وفي جنوب غرب البلاد، في حال تأهب قصوى. وقد تصل درجات الحرارة في هذه المناطق إلى 42 درجة مئوية.
وازدياد موجات الحر في أوروبا هو نتيجة مباشرة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتضيف انبعاثات غازات الدفيئة من قوة ومدة ومعدّل تكرار موجات الحر، بحسب العلماء، وأُلغيت بسبب ذلك عدة مناسبات واحتفالات رياضية وثقافية.
واعتبارًا من مساء السبت، يتوقع حصول عواصف رعدية عرضية على ساحل الأطلسي، قبل تراجع في درجات الحرارة مساء الأحد قد يسمح لموجة الحرّ "بالتراجع تدريجيًا"، بحسب الأرصاد الجوية الفرنسية.
ولموجة الحرّ تأثير، خصوصًا على المشرّدين المعرّضين لمخاطر الجفاف، وصرحت وزيرة الصحة الفرنسية بريجيت بورغينيون الجمعة خلال زيارة لدار مسنين في جنوب غرب البلاد "نواجه موجة حر مبكرة للغاية، موجة قوية تستمر أكثر مما هو متوقع"، مضيفة أن "المستشفى بلغ بالتأكيد أقصى طاقاته الاستيعابية، لكنه يلبي الطلب".
ولم تسلم ألمانيا أيضًا من موجة الحرّ، حيث بلغت درجات الحرارة نحو 40 مئوية السبت، فيما اندلعت بعض الحرائق.
ودعت الأمم المتحدة الجمعة إلى "التحرك الآن" لمواجهة الجفاف والتصحر من أجل تجنب وقوع "كوارث بشرية"، وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر في مدريد بمناسبة اليوم العالمي للجفاف، "حان وقت العمل: كل إجراء مهم".
(رويترز، فرانس برس)