أغلقت وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ المنبثقة عن "هيئة تحرير الشام" في منطقة شمال غرب سورية الصيدلية الوحيدة في قرية بابكة بريف حلب الغربي، أمس الثلاثاء، وقوبل القرار بغضب الأهالي والنازحين الذين طالبوا بإعادة افتتاحها كونها تُقدّم خدماتها لسكان القرية ونحو 10 مخيمات في محيطها.
ولم توضح الجهات المختصة رسميا السبب الحقيقي وراء إغلاق الصيدلية التي يقصدها أهالي البلدة والعديد من النازحين في مخيمات البركات والتآخي والصخور لشراء الأدوية، بعد الحصول على وصفة دوائية من المستوصف الموجود في القرية، الذي يغلق في الساعة الثانية ظهرا، وتعد ملاذهم الوحيد لاقتناء ما يحتاجون من أدوية، ولو عن طريق الاستدانة.
وأكد محمود البكور، مالك الصيدلية التي طاولها قرار الإغلاق، لـ"العربي الجديد"، أن صيدليته تعمل من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة التاسعة ليلا، لكن يضطر الممرض الذي يعمل فيها لإعادة فتحها بعد الساعة التاسعة ليلا، إما لظرف استثنائي أو حالة إنسانية.
وذكر البكور أن "الضابطة المسؤولة عن رقابة الصيدليات التابعة لوزارة صحة حكومة الإنقاذ أغلقت الصيدلية بعد تكرار فتحها مرتين خارج وقتها المعتاد، وعمدت إلى إغلاقها بالشمع الأحمر دون مراعاة أنها الصيدلية الوحيدة في القرية، وأن الظروف الصحية والاقتصادية الصعبة هي التي تجبر السكان في البلدة على قصدها"، لافتا إلى أن "الممرض الذي يعمل في الصيدلية ذو خبرة تتجاوز 22 عاما".
محمود الأحمد نازح من مخيم العليوي القريب أوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن صاحب الصيدلية يخدم ويساعد جميع السكان في المنطقة دون تردد، بل يقصده النازحون في ساعات متأخرة من الليل لظروف إسعافية أو للحصول على أدوية ولا يردهم.
وقال: "أنا أستاذ وأضطر لشراء الأدوية من الصيدلية بالدّين، حتى بداية الشهر، وفي كثير من الأحيان لا أسدد هذا الدين مطلع الشهر، ولا يطالبنا صاحب الصيدلية بالتسديد، ولا توجد أيضا صيدلية في هذه المنطقة تخدم الأهالي".
أما قصي عبد الله السرحان فيقطع مسافة 12 كيلومترا للوصول إلى الصيدلية، كونه لا يملك ثمن الأدوية من غيرها، ويوضح خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنه يقصد الصيدلية للحصول على الأدوية ويسدد ثمنها لاحقا، مطالباً بإعادة افتتاح الصيدلية الوحيدة التي تخدم الأهالي في المنطقة.
ربيعة الديبو من قرية بابكة، تقول: "ليس لدينا سوى هذه الصيدلية في القرية، فمثلا إذا أردت قياس الضغط يجب أن أذهب لبلدة ثانية، ونفس الشيء بالنسبة للأدوية، لا أفهم لماذا يتم إغلاقها، أتمنى أن يتم فتحها قريباً".
أما فضيلة الديبو، فاختارت أن تصف صاحب الصيدلية بـ"أبو الدراويش"، وقالت لـ"العربي الجديد": "إنه أنقذ حياتي مرتين، يعطيني الأدوية ويساعدني، كما يمد يد العون للكثيرين، إنه لم يسبب أي ضرر لأحد، وهو أبو الفقراء هنا، ومطلبنا واحد هو إعادة افتتاح الصيدلية والتراجع عن قرار الإغلاق في أقرب الآجال".