أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع حالات تسمم، يوم الأحد، في مدارس للبنات في مدن إيرانية جديدة. وبحسب الأنباء المتداولة، فإن طالبات في مدارس للبنات في مدن، سقز وسنندج بمحافظة كردستان، ومدينة مراغة في محافظة أذربيجان الشرقية، تعرضن للتسمم.
وتداولت مواقع تواصل اجتماعية تجمعاً احتجاجياً لأسر طالبات في مدينة سقز بعد تسمم بناتها في مدرسة معراج، وسط أنباء غير رسمية عن اعتقال بعض المحتجين. غير أن السلطات الإيرانية لم تنف أو تؤكد ذلك.
إلى ذلك أيضاً، ذكرت وسائل إعلام إيرانية معارضة في الخارج أن طالباً يبلغ من العمر 16 عاماً توفي في مدينة كامياران غربي إيران، في أحد مستشفيات طهران بعد ثلاثة أسابيع من تعرضه للتسمم، علماً أن السلطات الإيرانية المعنية تنفي وقوع أي حالات وفاة بسبب التسمم حتى الآن.
في الأثناء، أفادت وسائل إعلام إيرانية بتسمم 30 طالبة في إحدى قرى مدينة مراغة شمال غربي البلاد.
في غضون ذلك، قال عضو لجنة التعليم بالبرلمان الإيراني مهرداد ويس كرمي، لموقع "رويداد 24"، إن 100 شخصٍ اعتقلوا على خلفية تسمم الطالبات الإيرانيات، مشيراً إلى أن بعضهم تعمدوا ذلك بهدف تعطيل المدارس وآخرين "انخدعوا فلعبوا في ملعب هؤلاء".
غير أن هذا النائب في الوقت ذاته قال إنه "لم يكن هناك تسمم، بعض الطالبات ساء وضعهن الصحي بعد استنشاق رائحة النفط، وهذا لا يعني التسمم، وحالة الغثيان لا تعد تسمماً علمياً"، على حد تعبيره.
إلى ذلك، قال نائب وزير الصحة الإيراني لشؤون العلاج سعيد كريمي، اليوم الأحد، إن اللجنة العلمية المختصة التي تشكلت قبل السنة الإيرانية الجديدة، التي بدأت في 21 مارس/ آذار الماضي، ما زالت تواصل نشاطاتها، مضيفاً أن نتائج تحقيقات اللجنة لم تتغير.
وقال إنه حسب هذه النتائج فإن أقل من 10 % من الطالبات، التي قيل إنهن تعرضن للتسمم، استنشقن مواد مهيجة، ما أدى إلى ظهور عوارض مثل الكحة وضيق التنفس والغثيان.
وأضاف كريمي أن "عوامل اضطراب وضغط نفسي" ساهمت في الأمر، وأن معظم الطالبات اللواتي قيل إنهن تسممن عندما شاهدن زميلاتهن المتسممات أصبن بحالة ذعر واضطراب، متهماً وسائل إعلام بـ"إثارة الضجة" حول تسمم الطالبات، وبث الذعر في المدارس.
والأسبوع الماضي استؤنف مسلسل تسمم الطالبات الإيرانيات مع انتهاء عطلة النوروز.
وبعد مرور أكثر من 4 أشهر لا يزال الغموض سيد الموقف فيما يتعلق بطريقة التسميم، والمادة أو المواد المستخدمة فيه، والجهات التي تقف خلفه. وباتت السلطات تتعامل مع الملف على أنه "أمني" يستهدف البلاد، انطلاقاً من اتهامات لـ"أعداء" إيران بالسعي لـ"إثارة البلوى" في البلاد، بحسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
في المقابل، تتهم المعارضة وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي السلطات بـ"تدبير هذه الحوادث"، فيما آخرون يتهمون جماعات دينية متشددة بذلك لمنع الطالبات من الدراسة.
وكانت الداخلية الإيرانية قد أعلنت، في 11 مارس/ آذار الماضي، اعتقال أكثر من 100 شخصٍ من العناصر المتورطة في الحوادث الأخيرة بالمدارس الإيرانية، مشيرة إلى أن بعض هؤلاء المعتقلين قاموا بـ"رش مواد ذات رائحة سيئة وغير خطيرة في صفوفهم لغرض المشاغبة والمغامرة وبهدف تعطيل المدرسة".
وتجنّبت الداخلية الإيرانية استخدام كلمة "تسمم" في بيانها، قائلة إن بعض المعتقلين أيضاً "قاموا بهذا العمل بدافع عدائي وبهدف بث الرعب والذعر بين الناس والطلاب وتعطيل المدارس ونشر سوء الظن في النظام الحاكم".