- الجولة التاسعة من المحادثات تهدف إلى وضع اللمسات النهائية على الاتفاق الذي يشمل مبادئ توجيهية لمنع انتشار الجوائح وتقاسم الموارد، لكن يوجد تحذيرات من نقص آليات فرض الامتثال.
- تواجه عملية التفاوض تحديات بما في ذلك الانقسامات بين الدول الأعضاء وانتقادات تشدد على ضرورة احترام السيادة الوطنية والعدالة في توزيع اللقاحات والعلاجات، مما يعكس التحديات السياسية والاقتصادية لتحقيق اتفاق فعال وعادل.
بعدما تسبّبت جائحة كورونا في خسائر كبرى على كلّ الأصعدة، فأدّت إلى عمليات إغلاق لم يكن من الممكن تصوّرها في السابق وإلى قلب الاقتصادات وقتل ملايين من البشر، تعهّدت منظمة الصحة العالمية وقادة العالم بوضع اتفاق الجوائح لمواجهة الأزمات الوبائية في المستقبل بصورة فضلى. وتكافح دول اليوم من أجل التوصّل إلى خطّة متّفق عليها لكيفية استجابة العالم للجائحة التالية. ويبدو المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أكثر المتحمّسين لذلك، فبالنسبة إليه، اتفاق الجوائح الذي سوف يرى النور هو "تاريخي" بلا شكّ.
ومن المقرّر أن تنتهي، اليوم الجمعة، الجولة التاسعة والأخيرة من المحادثات التي تضمّ الحكومات ومجموعات المناصرة وغيرها، لوضع اللمسات النهائية على اتفاق دولي خاص بمكافحة الجوائح. ويقضي الاتفاق بوضع مبادئ توجيهية لكيفية قيام الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، البالغ عددها 194 دولة، بوقف الجوائح في المستقبل وتقاسم الموارد الشحيحة بطريقة فضلى. لكنّ خبراء يحذّرون من عدم توفّر أيّ عواقب تقريباً تُفرَض على البلدان التي لا تمتثل لمّا سوف يُتّفَق عليه.
As government negotiators continue their tireless work to forge a generational #PandemicAccord to protect the world, collectively, from a new global health crisis, former Prime Minister @GordonBrown warns about disinformation to undermine their hard work: https://t.co/caCFqjDqlP
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) May 9, 2024
وقد طلبت الدول الأعضاء من منظمة الصحة العالمية الإشراف على المحادثات من أجل التوصّل إلى اتفاق الجوائح في خضمّ أزمة كورونا الوبائية، وفي الأسابيع الأخيرة، عمل المبعوثون ساعات طويلة من أجل إعداد مسوّدة قبل الموعد النهائي الذي حدّدوه في وقت لاحق من شهر مايو/ أيار الجاري، والتصديق على اتفاق الجوائح في الاجتماع السنوي للمنظمة، لكنّ الانقسامات العميقة تهدّد بعرقلة ذلك.
وكان الأعضاء الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي قد وجّهوا رسالة إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، في الأسبوع الماضي، انتقدوا فيها مسوّدة اتفاق الجوائح لتركيزها على قضايا من قبيل خرق حقوق الملكية الفكرية والإفراط في دعم منظمة الصحة العالمية، وحثّوا بايدن على عدم التوقيع. من جهتها، أشارت وزارة الصحة في بريطانيا إلى أنّها لن توافق على أيّ اتفاق، إلا في حال كان "يخدم بقوة المصلحة الوطنية للمملكة المتحدة ويحترم السيادة الوطنية". في الإطار نفسه، تلفت دول نامية عديدة إلى أنّ من غير العادل أن يُتوقّع منها تقديم عيّنات من فيروسات للمساعدة في تطوير لقاحات وعلاجات، في حين أنّها لن تكون قادرة على تحمّل تكاليفها.
وتعليقاً على ما يحصل في هذا الشأن، رأت أستاذة العلاقات الدولية لدى جامعة غريفيث في أستراليا سارة ديفيز أنّ "اتفاق الجوائح هذا يُعَدّ مسعى نبيلاً جداً، غير أنّه لا يأخذ الوقائع السياسية بعين الاعتبار". وعلى سبيل المثال، يحاول الاتفاق الخاص بالجوائح معالجة الفجوة التي حدثت بين اللقاحات المضادة لكوفيد-19 ما بين الدول الغنية والفقيرة، والتي قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنهّا ترقى إلى "فشل أخلاقي كارثي".
ويأتي البحث في اتفاق الجوائح فيما يحاول العالم التعافي من جائحة كورونا التي تسبّب فيها فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) ابتداءً من أواخر عام 2019، وممّا خلّفته على مختلف الصعد وليس فقط الصعيد الصحي. وعلى الرغم من أنّ متحوّرات الفيروس ما زالت تظهر في بقاع مختلفة من العالم، فإنّ هذه الأزمة الوبائية العالمية التي اندلعت في أواخر عام 2019 لم تعد محطّ الأنظار، ولا سيّما وسط أزمات أخرى وأحداث غير صحية استأثرت بالمشهد، سواء أكان ذلك عالمياً أو في نطاقات جغرافية أضيق.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)