قال مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن دولاً أوروبية من بينها بريطانيا وألمانيا، تقاعست عن اتخاذ أية إجراءات في الأمم المتحدة لمعالجة أزمات حقوق الإنسان في مصر وازدياد أعداد السجناء السياسيين، بعد مضي أربعة أشهر على انتهاء فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27) الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، حين كان اسم الناشط علاء عبد الفتاح ملء السمع والبصر، يتردد على مسامع الجميع.
وقال المركز في بيان، إن "هذا التقاعس جاء بعدما بادر عدد من قادة العالم، منهم ريشي سوناك، وأولاف شولتز، وإيمانويل ماكرون، وبوريس جونسون، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وجيك سوليفان من البيت الأبيض، بالمطالبة علناً بإطلاق سراح علاء عبد الفتاح، ووقتها أصبحت جملة أنت لم تُهزم بعد، في إشارة إلى عنوان كتاب علاء، صرخة مدوية في المؤتمر، ونظم مئات من أعضاء المجتمع المدني الدولي فعاليات احتجاجية تضامناً مع علاء، في مشهد غير مسبوق في مصر منذ الانقلاب العسكري عام 2013".
وتابع المركز: "الآن، وبعد مرور 4 أشهر، لم يتم إحراز أي تقدم في سبيل إطلاق سراح علاء، كما أن عدد السجناء السياسيين في مصر يزداد بلا توقف".
وفي مواجهة هذا الركود، بعث مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان ضمن العديد من المنظمات الحقوقية، منها منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، برسالة إلى حكومات ألمانيا والمملكة المتحدة وغيرهما لتشجيعهم على استخدام تقرير الأمم المتحدة المرتقب بشأن حقوق الإنسان في مصر للمطالبة بفتح تحقيقات أممية مستقلة حول سجن علاء وآلاف السجناء السياسيين الآخرين في مصر.
وبحسب البيان: "شهد العالم خلال مؤتمر المناخ تصاعداً للحملة الوحشية لقمع المجتمع المدني في مصر، إذ اعتقلت السلطات المصرية عشرات الآلاف، بمن فيهم مئات المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والمعارضين السياسيين والصحفيين، وتواصل اعتمادها بشكل منهجي على ممارسات كالإخفاء القسري والتعذيب. لكن الحكومات لم تكتف بتجاهل الرسالة ورفض التحرك من أجل صدور قرار في هذا الصدد، بل رفضت، بحسب سناء سيف (شقيقة علاء)، مجرد التحدث علانية أمام الأمم المتحدة حول قضية علاء وأزمات حقوق الإنسان في مصر. هذا الفشل يأتي على الرغم من الدعوات الأخيرة لمثل هذا النوع من الإجراءات من قبل البرلمانيين في جميع أنحاء أوروبا وفي البرلمان الأوروبي. ولم تقدم الحكومات أية أسباب واضحة لهذا الرفض من قبل الحكومات التي تم الاتصال بها".
وقالت سناء سيف لمركز القاهرة لحقوق الإنسان، إن "التعهدات التي قطعها قادة العالم خلال مؤتمر المناخ هي، على ما أعتقد، ما دفع علاء لتعليق إضرابه عن الطعام، بعدما كاد يموت خلال أيام المؤتمر. اعتقد علاء، كما اعتقدنا جميعاً، أنه عندما تطالب ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة علانية بإطلاق سراحه، فهذا سيعني شيئاً ما في سبيل الافراج عنه، لكن هذا لم يحدث. لقد دفع أخي بنفسه إلى النهاية، لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة لمجرد أنه سمح لنفسه التحلي بالأمل".
وتابعت: "الآن وبعد مرور أشهر، لا نسمع إلا الصمت. جاء القادة وعادوا إلى منازلهم، وأضحت وعودهم منسية. نحن بحاجة ماسة لتدخل عاجل من مجلس حقوق الإنسان للدفع بإجراءات لازمة. وعلى الحكومات التي قالت إنها ملتزمة بحرية علاء أن تستمر في بذل الجهد الكافي لتحقيق ذلك، وأن تتوقف عن غض الطرف عن القمع الوحشي".
وفي مواجهة تقاعس كافة الجهات، تبدأ سناء سيف مرة أخرى حملة دعم جديدة لحقوق أخيها، مطالبة بالإفراج الفوري عنه. تسافر لجنيف للمشاركة في فعاليات الجلسة الجارية لمجلس حقوق الإنسان في 15 مارس/ آذار الجاري.
كما ستشارك في فعالية على هامش الجلسة في 16 مارس/ آذار تضم العديد من الخبراء البارزين، لمناقشة سبل التصدي لتفاقم أوضاع حقوق الإنسان في مصر والأزمات الاقتصادية التي تشهدها. كما ستقدم سناء معلومات حول آخر مستجدات وضع علاء في السجن، وتجدد الدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الحكومات بشأن إطلاق سراحه.