استمع إلى الملخص
- يركز المؤتمر على تأمين تمويل أكبر للدول الفقيرة لمواجهة الاحتباس الحراري، مع دعوات لتسريع خفض الاحترار العالمي عبر تنويع مصادر الطاقة.
- تتوقع الدول النامية توفير تريليون دولار سنوياً من الدول الغنية لمكافحة تغير المناخ، مع اقتراحات بفرض ضرائب ورسوم على الوقود الأحفوري.
افتتح في العاصمة الأذربيجانية باكو، اليوم الاثنين، مؤتمر الأمم المتحدة السنوية للمناخ (كوب 29) الذي يستمر حتى 22 نوفمبر / تشرين الثاني الجاري، ويشارك فيه رؤساء دول وحكومات من حول العالم، وشركات ناشطة في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة، ومنظمات معنية بمحاربة تغيّر المناخ.
وتوقع مراقبون أن يشهد المؤتمر محادثات صعبة بين الدول المشاركة في شأن التمويل وتداول أرصدة الكربون. وقد شجعت كوارث مناخية خلال عام الدول النامية على تكثيف المطالبات بضخ أموال لمكافحة تبعات تغيّر المناخ، في وقت تستمر التحذيرات من أن العالم بعيد عن مسار تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ عام 2015 التي تهدف إلى احتواء الاحترار، وحصره بـ1.5 درجة مئوية مقارنة بالفترة بين عامي 1850 و1900.
ومع احترار وصل إلى 1,3 درجة مئوية، يشهد العالم سلسلة عواصف وفيضانات منذ بداية العام الذي يُرجَّح أن يكون الأكثر حرّاً على الإطلاق. وحذّرت الأمم المتحدة من ارتفاع درجة حرارة الأرض 3.1 درجة مئوية بناء على الإجراءات الحالية.
وحددت الأمم المتحدة الهدف الأول للمؤتمر الحالي للمناخ بالاتفاق على كيفية الحصول على مزيد من الأموال للدول الأكثر فقراً من أجل مساعدتها في الحدّ من الاحتباس الحراري، والتعامل مع تغيّر المناخ.
وأكد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغيّر المناخ، سيمون ستيل، في كلمته: "ليس تمويل الدول الغنية مشاريع المناخ عملاً خيرياً فهذا الأمر يخدم مصلحة كل الدول. وندعو إلى إظهار أن التعاون العالمي لم يتوقف عبر الاتفاق على هدف تمويل جديد عالمي للمناخ. وإذا لم تستطع ثلثا دول العالم على الأقل خفض الانبعاثات الضارة سريعاً فكل دولة ستدفع ثمناً باهظاً".
وقال رئيس المؤتمر مختار باباييف: "تسير دول العالم على طريق الدمار بسبب تغيّر المناخ الذي لا يمكن تصنيفه بأنه أزمة مقبلة لأن العالم في ذروتها. من هنا ندعو إلى تسريع خطوات خفض الاحترار العالمي عبر تنويع مصادر الطاقة".
تابع مخاطباً الحاضرين: "سواء كنتم ترون أن الناس يعانون في الخفاء أم لا، فهم يموتون في الظلام، ويحتاجون إلى التحرك فوراً لحماية المناخ من التغيّرات والتقلبات الناتجة عن الاحتباس الحراري".
من جهته، علّق أدونيا أيباري، الرئيس الأوغندي لتكتل يضم أكثر من 100 دولة معظمها من الدول النامية إضافة إلى الصين، على احتمال تحديد هدف رفع التمويل للدول الأكثر فقراً: "الأمر صعب، إذ يتعلق بالمال ما يُظهر الجميع على حقيقتهم".
واستبعد أيباري أن يؤثر انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة على أعمال مؤتمر المناخ ونتائجه، علماً أنه كان انسحب من اتفاقية باريس للمناخ خلال ولايته الرئاسية الأولى بين عامي 2016 و2020، في حين تعتبر الولايات المتحدة البلد الثاني الأكثر تسبباً للانبعاثات الكربونية إلى الغلاف الجوي بعد الصين، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وسيحضر المؤتمر عدد قليل من قادة مجموعة العشرين التي تمثل بلدانها ما يقرب من 80% من الانبعاثات العالمية. وتتوقع الدول النامية والمنظمات البيئية أن تقوم الدول الصناعية الغنية بتوفير تريليون دولار سنوياً، وهذا عشرة أضعاف التعهد الحالي البالغ 100 مليار دولار. ولتدبيره، يقترح نشطاء المناخ فرض ضرائب على الأغنياء ورسوم على استخراج الفحم والنفط والغاز.
وتأتي المحادثات بالتزامن مع تحذيرات جديدة من أن العالم بعيد عن مسار تحقيق أهداف "اتفاق باريس"، والذي يهدف إلى احتواء الاحترار، وحصره بـ1,5 درجة مئوية مقارنة بالفترة بين 1850 و1900. ومع احترار وصل إلى 1,3 درجة مئوية، يشهد العالم سلسلة عواصف وفيضانات منذ بداية العام الذي يُرجَّح أن يكون الأكثر حرّاً على الإطلاق. وتحذّر الأمم المتحدة من ارتفاع درجة حرارة الأرض 3,1 درجة مئوية بناء على الإجراءات الحالية.
وفي ألمانيا، كشف استطلاع للرأي أجرته شركة "بي في إيه إكس سايت" بتكليف من بنك الاستثمار الأوروبي "إي آي بي"، أن 71% من الألمان مروا بظواهر جوية متطرفة، مثل الحرارة المرتفعة أو العواصف الشديدة أو الفيضانات.
ورأى 92% ممن شاركوا في الاستطلاع أن التكيّف مع تغيّر المناخ أمر ضروري، لكن 40% فقط قالوا إن هذه القضية تمثل أولوية عندهم، وهي نسبة أدنى من المتوسط الأوروبي، لكن 78% من المشاركين أيدوا توفير أهمية توفير استثمارات للتكيّف مع تغيّر المناخ، وأن تحدث تأثيرات إيجابية على التوظيف والاقتصاد المحلي. ومقارنة بقضايا أخرى صنّف الألمان تغيّر المناخ باعتباره ثالث أكبر تحدٍّ، بعد الهجرة وارتفاع تكاليف، وتوقع 63% من المشاركين أن يجبرهم التغيّر المناخي على تغيير أسلوب حياتهم.
(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)