الأسرى الفلسطينيون يعلنون الاستنفار عقب استشهاد الأسير أبو علي جراء الإهمال الطبي
أعلن نادي الأسير الفلسطيني عن حالة من الاستنفار والحداد مدة 3 أيام إثر استشهاد الأسير الفلسطيني أحمد بدر أبو علي (48 عاماً) من بلدة يطا جنوب الخليل، صباح اليوم الجمعة، إثر تدهور حالته الصحية، ونقله إلى المستشفى في وقت سابق من فجر اليوم، وذلك بعدما عانى من سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء).
وأكد نادي الأسير أن إدارة السجون تواصل إغلاق الأقسام في سجن (النقب) منذ صباح اليوم، حيث كان يقبع الشهيد الأسير أحمد أبو علي، مضيفا أن "الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال أعلنت حالة الاستنفار والحداد مدة ثلاثة أيام على روح رفيقهم الشهيد أحمد أبو علي". كما قررت الحركة الأسيرة إرجاع وجبات الطعام في كافة السجون.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، نقلاً عن محاميها كريم عجوة، بأنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي نقلت جثمان الشهيد الأسير أحمد أبو علي، اليوم الجمعة، من "مستشفى سوروكا" إلى معهد الطب العدلي في "أبو كبير"، فيما تواصل احتجاز جثمانه.
وصباح اليوم، أكد نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، استشهاد الأسير أحمد أبو علي في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي. وقال: "الأسير أبو علي المعتقل منذ عام 2012، والمحكوم بالسّجن 12 عاماً والأب لتسعة أبناء، تبقّى على موعد الإفراج عنه نحو عامين، وقد عانى على مدار هذه السّنوات من أمراض عدة، ومشاكل صحية مزمنة في القلب، والسكري، إضافة إلى معاناته من السمنة، ورافقت ذلك مماطلة من إدارة السجون المتعمدة في تقديم العلاج اللازم له، وتبعت ذلك مماطلة في إجراء الفحوص الطبية، ومتابعة وضعه الصحيّ، إلى أن أدى ذلك إلى استشهاده اليوم".
ووفق نادي الأسير، فإن إدارة سجن "النقب" نقلت الأسير إلى مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي فجر اليوم، بعد تدهور خطير طرأ على وضعه الصحيّ.
والأسير أبو علي واحد من بين الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، حيث يُعاني من مشاكل صحية عدة، وكان قد خضع العام الماضي لعملية "قسطرة" في القلب، رافقت ذلك مماطلة إدارة السّجون في متابعته صحياً لاحقاً، وتنفيذ جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) بحقه، بحسب بيان لنادي الأسير.
وأوضح نادي الأسير أنّ أبو علي عانى منذ العام الماضي من تفاقم وضعه الصحي، إلى أن أُصيب بوعكة صحية، وتبين أنه يُعاني من عدم انتظام في نبضات القلب، إضافة إلى معاناته من السّكري المزمن والسمنة.
يُذكر أن الشهيد أحمد أبو علي متزوج ولديه تسعة أبناء، وهو الشقيق الوحيد لسبع أخوات، وخلال أسره، توفي والداه، وحرم من وداعمها.
وحمّل نادي الأسير سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد أبو علي، وعن مصير كافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، وكذلك الجرحى.
واعتبر نادي الأسير أن ما جرى مع أبو علي جريمة تضاف إلى قائمة طويلة من الجرائم غير المنتهية، التي ينفذها الاحتلال بأدوات ممنهجة، مشدداً على أنّ جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) تشكّل أبرز هذه الأدوات وأخطرها، وكانت السبب المركزي في استشهاد العديد من الأسرى خلال السنوات القليلة الماضية، حيث إنّ غالبية من ارتقوا شهداء خلال السنوات العشر الماضية كانوا ضحية هذه الجريمة، إلى جانب جريمة التّعذيب.
يُشار إلى أنه وباستشهاد الأسير أحمد أبو علي، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 235 شهيداً منذ عام 1967، منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، وهناك العشرات من المحررين الذين ارتقوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجون.
يذكر أن عدد الأسرى المرضى في سجون الاحتلال أكثر من 600، وهم ممن شخصت حالاتهم الصحيّة، ومن بينهم 24 يعانون من السرطان والأورام بدرجات مختلفة.