الأسيرة المحررة نسرين أبو كميل تحتضن زوجها وأطفالها في بيتها بغزّة لأول مرة منذ 6 سنوات
عادت أجواء الفرحة والبهجة لتعمّ منزل الأسيرة المحرّرة نسرين أبو كميل، في مدينة غزة، بعد أيام من محاولات إسرائيلية لتنغيص الفرحة على الأسيرة التي استعادت حريتها بعد 6 سنوات قضتها في السجون الإسرائيلية، من خلال منعها من الوصول إلى قطاع غزة بحجة عدم امتلاكها تصريحا.
والأسيرة أبو كميل، هي فلسطينية من مدينة حيفا المحتلّة عام 1948 ومتزوجة من فلسطيني من قطاع غزة منذ سنوات، اعتُقلت في أكتوبر/تشرين الأول 2015، خلال مغادرتها القطاع، حيث وجّه الاحتلال لها تهمة التجسّس وتصوير ميناء حيفا، شمالي فلسطين المحتلة، خلال زيارتها لعائلتها عام 2014.
وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية، أعاق الاحتلال وصولها إلى القطاع تحت ذرائع عدّة منها عدم وجود تصريح لها، عدا عن اشتراط دفع مبلغ مالي تحت ذريعة "ضريبة تلفزيون" إذ اشترطت في البداية دفع مبلغ 1000 شيكل إسرائيلي (حوالي 311 دولاراً)، قبل أن يرفع المبلغ إلى 4130 شيكل إسرائيلياً (حوالي 1280 دولاراً أميركياً).
في الأثناء، تقول الأسيرة نسرين أبو كميل، إنّ فرحتها لا توصف بعد أن تمكّنت من احتضان زوجها وأطفالها بعد 6 سنوات قضتها في الأسر، تركت خلالها عائلتها وطفلها الأصغر أحمد رضيعاً في عمر 8 أشهر، ومُنعت طوال سنوات الأسر من لقاء جميع أفراد عائلتها.
وتُضيف أبو كميل لـ "العربي الجديد" أنّ محاولات الاحتلال عرقلة مرورها إلى القطاع بعد تحرّرها من سجونه، جاءت في سياق تنغيص فرحتها هي وعائلتها، وهو سلوك إسرائيلي اعتُمد بحق الأسرى والأسيرات، في السنوات القليلة الماضية.
وبحسب الأسيرة المحرّرة فإنّ أوضاع الأسيرات والأسرى داخل السجون، صعبة وقاسية للغاية، في ظلّ الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية غير المسبوقة بحقهم خلال الفترة الأخيرة، عدا ما تشهده السجون من مواجهة بين الحركة الأسيرة وبين مصلحة السجون.
وتؤكد أبو كميل أنّ فرحتها ستبقى منقوصة حتى يتحرّر جميع الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، مع ترقّبهم بأمل ممزوج بالقلق، لتطورات المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية و"إسرائيل" من أجل إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة خلال الفترة المقبلة.
أما زوجها حازم أبو كميل، فيصف حالة البهجة التي عمّت منزله بـ"غير المسبوقة" بعد أن ضجّ المنزل بعشرات الزوّار من عائلته والمقرّبين منه، لتهنئته بسلامة زوجته وخروجها من السجون الإسرائيلية، بعد تنغيص إسرائيلي مقصود دام ثلاثة أيام.
ويؤكّد أبو كميل لـ "العربي الجديد" أنّ الفرحة عادت لتعمّ منزله من جديد بعد أن نالت زوجته الحرية وتمكّنت من لقاء أبنائها، بعد أن حرمت من لقائهم على مدار سنوات أسرها، نظراً لمنع الاحتلال أسرى القطاع من حقّهم في الزيارة خلال الفترات الماضية.
وخلال الأيام الماضية التي شهدت منع الاحتلال وصول الأسيرة إلى القطاع، تنقّلت بين مدينة الخليل بالضفة المحتلة وبين رهط في النقب المحتل، قبل أن يسمح الاحتلال بوصولها الأربعاء إلى غزة، بعد أن وضع سلسلة من الشروط عليها قبل مرورها عبر حاجز بيت حانون/ إيرز.
ومن ضمن الشروط التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأسيرة أبو كميل، التوقيع على تعهد بعدم مغادرة القطاع إلى الأراضي المحتلة عام 1948 لمدة عامين، إضافة إلى غرامة مالية دفعتها أبو كميل قبل أن يُسمح لها بالعودة إلى غزة.