لا يستطيع كثير من النازحين المقيمين في مخيمات محافظة إدلب شمال غربي سورية، النوم بشكل طبيعي بعد أن أجبروا على مراقبة الأمطار خوفا من غرق خيامهم، ليعيشوا معاناة جديدة تضاف إلى النزوح ونقص الطعام والخوف من المستقبل.
في مخيم "الصلاح 3" بالقرب من بلدة حربنوش شمالي مدينة إدلب، تضررت كثير من الخيام بسبب هطول المطر، وأوضح الناشط المقيم في المخيم، عبد الحكيم الأبرش، لـ"العربي الجديد"، أن مياه الأمطار دخلت خيام النازحين بينما كانوا نياما، وكثيرون جافاهم النوم خوفا من غرق خيامهم، موضحا أن المخيم يضم نحو 250 عائلة.
وأضاف الأبرش أن "بعض العوائل استطاعت شراء خيام جديدة، ومن ليس لديه قدرة على الشراء يظل مجبرا على مراقبة المطر، إذ لا يوجد أية إجراءات مثل حفر خنادق أو قنوات لتصريف المياه".
في مخيم "الأيادي"، لم تكن الأضرار الناجمة عن هطول الأمطار كبيرة، وقال مدير المخيم، فواز العليوي، لـ"العربي الجديد"، إن السبب هو وجود المخيم في منطقة جبلية، لكن تسللت مياه الأمطار إلى بعض الخيام المهترئة، ويقيم في المخيم 143 عائلة نازحة من ريف معرة النعمان الشرقي، موضحا أن "العوائل تفتقد لمواد التدفئة، وقدمت إحدى المنظمات 3 أكياسا من مادة البيرين للعوائل، ولا تكفي هذه الكمية أكثر من أسبوع".
الوضع في مخيم "تل حديا" غربي بلدة معرة مصرين إلى الشمال من مدينة إدلب، مأساوي كذلك.
وقال مصطفى توفيق عموري، مساعد مدير المخيم، لـ"العربي الجديد"، إن المخيم تقيم فيه 45 عائلة، والكل يعاني من دخول مياه الأمطار إلى الخيام المهترئة، كما تعاني العوائل من نقص كبير في المساعدات الإنسانية، إذ لم يصل إلى المخيم أية مساعدات منذ 5 أشهر، والمخيم مشيد على أرض ترابية، وطرقه بحاجة للفرش بالحصى.
وأكد الناشط مرهف الجدوع لـ"العربي الجديد"، أن المخيمات التي تعرضت لأضرار بسبب هطول الأمطار تشمل مخيم "حورته" قرب بلدة كفرناصح، ومخيمات "زردنا"، ومخيم "الضياء 2" غربي مدينة سرمدا، إضافة إلى عدد من المخيمات في شمالي كللي."كل المخيمات تعاني بسبب الأمطار، لكن تتفاوت نسبة الأضرار فيها بحسب المنطقة، جبلية أم زراعية، وما إذا كانت المخيمات منشأة على أرض تم فرشها بالحصى أم لا".
وبدأ هطول الأمطار في مناطق شمال غرب سورية، مساء أمس السبت، ويتخوف النازحون من تحول هذه الأمطار إلى سيول قد تتسبب بجرف خيامهم. وأكد فريق "منسقو استجابة سورية" في بيان، الجمعة، أن أضرارا لحقت بنحو 23 مخيما، وأن هناك نقصا حادا في عوازل المطر، والمواد الغذائية لدى النازحين.