نكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي واعتدت بالضرب على عميد الأسرى الفلسطينيين الأسير نائل البرغوثي، الذي يدخل بعد أيام عامه الـ44 في سجون الاحتلال الإسرائيليّ، وذلك ضمن التصعيد بحق الأسرى بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، مساء اليوم الأحد "إنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، تواصل التّصعيد من عمليات النقل الجماعية بحقّ الأسرى في السّجون، من بينهم قيادات من الحركة الأسيرة، ومن الأسرى القدامى، رافق ذلك عمليات تنكيل بحقّهم".
وأضافت الهيئة ونادي الأسير، في بيان صحافي، أنّ الاحتلال نقل الأسير نائل البرغوثي (66 عامًا)، مؤخرًا من سجن (عوفر) إلى سجن (جلبوع)، تعرض خلالها لعملية تنكيل، تمثلت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح، وهو أحد الأسرى القدامى حيث بلغت مجموع سنوات اعتقاله نحو 44 عامًا، منها 34 عامًا أمضاها بشكل متواصل.
ولفتت الهيئة والنادي إلى أنّ إدارة السّجون وبعد السابع من أكتوبر، صعّدت من عمليات النقل الجماعية بحق الأسرى سواء إلى الأقسام داخل السّجن أو زنازين العزل الانفرادي، أو إلى سجون أخرى، والتي طاولت المئات من بينهم أسرى مرضى، ونفّذت خلال عمليات النقل اعتداءات واسعة بحقهم.
واعتبرت الهيئة والنادي أنّ الجرائم التي يواصل الاحتلال تنفيذها بحقّ الأسرى، والتي وصلت إلى ذروتها بعد السابع من أكتوبر، عبر جملة واسعة من الإجراءات التنكيلية التي مسّت كافة مقومات الحياة إلى جانب الاعتداءات الواسعة التي خلفت إصابات بين صفوفهم، تشكل امتدادًا لنهج الاحتلال المتواصل منذ عقود والقائم على عملية الانتقام المستمرة بحقّ الأسرى، وللتأكيد فإنّ هذه الجرائم لم تبدأ بعد السابع من أكتوبر، وستبقى العقود التي أمضاها الأسير البرغوثي والآلاف من الأسرى شاهدًا على نهج الاحتلال.
وولد الأسير البرغوثي في بلدة كوبر في الـ23 من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1957، واعتقل للمرة الأولى عام 1978، وحُكم عليه بالسّجن المؤبد و(18) عاماً، وعلى مدار (34) عاماً، قضاها بشكلٍ متواصلٍ، رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه، رغم عقد العديد من صفقات التبادل، والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات.
في الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011، وضمن صفقة تبادل "وفاء الأحرار" أفرج عنه إلى جانب المئات من الأسرى، وكان من ضمنهم رفيق دربه المحرر فخري البرغوثي، وتزوج بعد الإفراج عنه من المحررة أمان نافع.
وفي الثامن عشر من حزيران/ يونيو 2014، أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، وأصدرت بحقه حُكماً مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته، أعادت حُكمه السابق، وهو المؤبد و(18) عاماً بذريعة وجود (ملف سري)، إلى جانب العشرات من محرري صفقة "وفاء الأحرار"، الذين أُعيدت لهم أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.
وفي عام 2018، أعدمت قوات الاحتلال ابن أخيه صالح البرغوثي، واعتقلت شقيقه عاصم، ومجموعة كبيرة من أفراد عائلته، وهدمت منزلين للعائلة، ضمن سياسة العقاب الجماعي، وخلال العام الجاري اعتقل الاحتلال شقيقته الوحيدة حنان البرغوثي وجرى تحويلها للاعتقال الإداريّ.
وخلال العام 2021 واجه البرغوثي محطة صعبة في حياته تُضاف إلى العشرات من المحطات السابقة، وذلك بفقدان شقيقه ورفيق دربه عمر البرغوثي (أبو عاصف)، حيث حرمه الاحتلال مجددًا من وداع أحد أحبائه، كما فقد سابقًا والديه وحرمه كذلك من وداعهما.
يشار إلى أنه ومنذ أكثر من 6 سنوات شرع محاميه بمسار (قانوني) تمثل بتقديم عدة استئنافات والتماسات ضد قرار إعادة حكمه السابق، وحتى الآن لم يصدر قرار، ومن الجدير ذكره أنّ جلسة محكمة ستعقد له في المحكمة العسكرية في (عوفر) خلال الشهر الجاري، علما أن موعد الجلسة تم تعيينها منذ عشرة شهور.