يزداد الاعتقاد في العالم اليوم بأن المصدر الرئيس للسلام الذاتي والسعادة هو ذهن الإنسان نفسه. وأخيراً، علّق خبراء على اختيار إحصاء أجرته "مؤسسة"غالوب" الأميركية فنلندا البلد الأكثر سعادة في العالم، بأن "النتيجة تشير بوضوح إلى ارتباط السعادة بالتركيبة الذهنية للفنلنديين أكثر من تناولهم المشروبات أو تواجدهم تحت مظلات على شواطئ دافئة".
وفي تجربة الراهب البوذي الفيتنامي ثيش نهات هانه الذي اعتبر أحد أكثر القادة البوذيين تأثيراً في العالم وتوفي في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، شكل الذهن ركيزة تعاليمه وممارساته التي جعلته ناشطاً بارزاً في مجال السلام ومؤلفاً أثرت كتبه ومحاضراته على البوذية الغربية.
وبين النشاطات التي عوّل عليها هانه كثيراً في تعزيز القدرات الذهنية وتناولها تقرير نشره موقع "بغ ثينك"، المشي الذي اعتبره "ممارسة تأملية عميقة قد تجعل الناس على اتصال بأنفاسهم وأجسادهم والأرض، وليس مجرد وسيلة للانتقال من مكان إلى آخر، أو نشاط مميز يحصل في مسار مثالي بين أشجار غابة".
ويقول خبراء إن "أحد أفضل تعاليم هانه شملت ممارسة التأمل في الأرض التي يعتبرها مقدسة". وهو يوضح: "أي مكان يمشي فيه شخص يذكّر بالارتباط الروحي الذي يوّحد عقله بجسده. والتأمل أثناء المشي يعيد الممارسين إلى أرضية وعي خطواتهم وأجسادهم وعقولهم".
وحدد هانه في كتاباته نقاطاً للتأمل في المشي، وأولها أخذ الشخص لحظة للتنفس، وتركيز جسمه في المساحة التي يوشك أن يمشي فيها، علماً أن رهباناً وراهبات في مجموعته اعتادوا على ترديد أغانٍ تحفّر اليقظة الذهنية قبل الانطلاق في المسار، وتقول أحدها: "ننتقل جميعاً في رحلة إلى أي مكان، ونأخذ الأمور بسهولة وبطء. لا مزيد من القلق، لا داعي للعجلة، لا شيء للحمل. دع كل شيء يذهب".
وشملت النقطة الثانية "تنبه الشخص إلى أنفاسه وخطواته أثناء المشي بطريقة بطيئة ومسترخية، وإرفاقها بابتسامة خفيفة مع التفكير في معجزة أن يكون على قيد الحياة، وأنه قادر على التقدم على الأرض الأم، مع تكراره عبارات: تنفس، أمنا الأرض موجودة في داخلي، وأنا داخلها".
أما النقطة الثالثة فأوصت بأن "يأخذ الشخص نفساً واحد في كل خطوة، مع التركيز على لمس قدمه الأرض، وملاحظة عدد الخطوات التي يقوم بها أثناء التنفس، وإخراج الهواء في شكل طبيعي بهدف إيجاد صلة بين التنفس والخطوات".