تمثل القهوة التي تعرف باسم "الجبنة" في مدن شرق العاصمة السودانية الخرطوم أحد طقوس اللقاء لمعالجة المشكلات القبلية والاجتماعية، وهناك عادات خاصة في إعدادها وشربها.
رصدت كاميرا "العربي الجديد" مدى حرص المواطنين في مدن شرق السودان على تناول "الجبنة" بشكل يومي في تجمعات، حتى إنها باتت موروثاً اجتماعياً وتقليداً تحرص الأجيال على التمسك به.
يعد مقهى "عجين" منتدى جامعاً لأهالي مدينة القضارف، ويقبل الشباب والكبار فيه على تناول "الجبنة"، وتنطلق منه المبادرات الاجتماعية، وفقاً لقول أحد مرتاديه إبراهيم عثمان، والذي يشير إلى أنه يشرب يومياً نحو 4 أكواب من قهوة "الجبنة".
انتقلت "الجبنة" من قبائل البجة في الريف، والتي اشتهرت بشربها بكثرة، إلى سكان مدن شرق السودان، والتي لا يكاد يخلو شارع فيها من المقاهي التي تقدمها.
ويشرح إبراهيم عثمان طريقة صنع "الجبنة" عند قبائل البجة، والتي تبدأ بتحميص حبوب البن في مقلاة من نحاس، ثم ينقل البن إلى إناء آخر لتبريده، وفي أثناء التحميص يستمتع الحاضرون باستنشاق دخان البن، ثم يوضع البن على مدق من الخشب المنحوت، ويدق بقضيب من حديد لطحنه، ثم يضاف إليه الزنجبيل، ثم يغلى البن مع الماء في إناء من الفخار يسمى "الجبنة" على نار هادئة، وبمجرد فوران البن تسكب القهوة للمجتمعين.
ويقول السوداني حسن شاشو إنّ "الجبنة" تعد ملازمة للحراك الفكري والثقافي والسياسي في مدينة القضارف، والجميع يشاركون في مناقشة كافة مشاكل الولاية بصورة خاصة، ومشاكل السودان بصورة عامة، أثناء احتسائها.