افتُتح في الدوحة، اليوم الأحد، مجمّع قنصلي من شأنه أن يقدّم لرعايا أكثر من 40 دولة من مشجّعي كرة القدم الذين سوف يتدفّقون على قطر خلال استضافتها مونديال 2022، المساعدة في حال فقدوا جوازات سفرهم، أو أُوقفوا لمخالفتهم قوانين الإمارة. وهذه المرّة الأولى التي يتجّمع فيها تحت سقف واحد، خلال حدث رياضي عالمي ضخم، هذا العدد من الممثّليات القنصلية.
وخلال افتتاح هذا المجمّع القنصلي في "مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات"، أعرب سفراء عديدون عن أملهم في ألا يحتاج أيّ من رعاياهم خدمات هذا المركز. ويتوقع توافد أكثر من مليون مشجّع إلى دولة قطر، ابتداءً من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
بالإضافة إلى الدول البالغ عددها 31 والتي تشارك منتخباتها (إلى جانب قطر) في المونديال، سوف يضمّ المجمّع ممثّليات قنصلية لعشر دول أخرى يُعَدّ رعاياها من عشّاق كرة القدم. كذلك سوف يضمّ المجمّع مكاتب تابعة لكلّ من الشرطة، ووزارة الداخلية، وسائر الهيئات الأساسية الأخرى في البلاد.
وقال رئيس اللجنة المنظمة لمونديال قطر حسن الذوادي، إنّ هذا المركز القنصلي "فريد" وسوف يوفّر "دعماً سريعاً وسلساً جداً لجميع المشجّعين القادمين" إلى قطر. وشدّد الذوادي وهو الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، على أهمية الاحتفال بالعرس الكروي، وفي الوقت نفسه الالتزام بالقوانين القطرية. وأضاف: "أعتقد أنّنا سوف نحتفل بإنسانيتنا المشتركة، وفي الوقت نفسه سوف نحترم اختلافاتنا".
من جهته، قال السفير المكسيكي لدى الدوحة غييرمو أوردوريكا روبليس، لوكالة فرانس برس، إنّه يتوقّع أن يتدفّق أكثر من 70 ألف مشجّع مكسيكي إلى قطر، مشيراً إلى أنّ "عدداً كبيراً" من الدبلوماسيين المناوبين سوف يكونون جاهزين لخدمة هؤلاء خلال المونديال الذي تستمرّ مبارياته 29 يوماً. يُذكر أنّ المكسيك تخوض في 22 نوفمبر المقبل مباراتها الأولى ضدّ غريمتها التقليدية الأرجنتين.
بدوره، سوف يؤازر المنتخب الأرجنتيني في قطر عشرات آلاف المشجّعين الأرجنتينيين. لكنّ السفير المكسيكي أكّد أنّه ليست لديه "أيّ مخاوف" قبل المونديال. وأضاف: "أنا متأكّد من أنّ لدى جماهيرنا معلومات كافية عن قواعد البلاد. نحن دولة محترمة، وأنا متأكّد من أنّهم (مشجّعينا) سوف يحترمون كلّ هذه المبادئ التوجيهية". وتابع: "أنا متأكّد من أنّ الناس سوف يجدون أماكن ليس فقط لكرة القدم، إنّما أماكن ليكونوا سعداء".
في الإطار نفسه، يخوض المنتخب الإيراني مباراة ضدّ الولايات المتحدة الأميركية في 29 نوفمبر المقبل، ويحمل اللقاء دلالات سياسية كثيرة. وقال السفير الإيراني لدى الدوحة حميد رضا دهقاني بوده، لوكالة فرانس برس، إنّ أكثر من 30 ألف مشجّع إيراني سوف يؤازرون منتخب بلادهم على المدرجات.
كذلك تتوقّع السعودية تدفّق "آلاف المشجّعين" إلى الجارة قطر لمؤازرة منتخب بلادهم، بحسب ما قال لفرانس برس سفيرها لدى الدوحة الأمير منصور بن خالد بن فرحان آل سعود. وشدّد السفير السعودي على أنّ كلاً من البلدَين "مستعدّ جيّداً الآن لاستقبال الجماهير".
وسوف تتوافد أعداد كبيرة من المشجّعين السعوديين إلى قطر برّاً، لكنّ الدوحة فرضت رسوماً باهظة على السعوديين الراغبين في الحضور بسياراتهم، وذلك في مسعى منها إلى الحدّ من الازدحامات المرورية المتوقّعة، والتشجيع على استخدام وسائل النقل المشتركة. يُذكر أنّ قطر خيّرت المشجّعين السعوديين ما بين ترك سياراتهم عند الحدود واستقلال حافلات تنقلهم إلى الدوحة أو الدخول بسياراتهم الخاصة إلى أراضيها في مقابل رسم مالي قدره 1200 دولار أميركي لكلّ سيارة.
(فرانس برس، العربي الجديد)