انتخب مجلس حقوق الإنسان ممثّل المغرب الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف عمر زنيبر رئيساً له لعام 2024، اليوم الأربعاء في العاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك في عملية اقتراع سري نادرة واجه فيها ممثّل جنوب أفريقيا مكسوليسي نكوسي.
ولم تتمكّن المجموعة الأفريقية من الاتفاق على اسم واحد، علماً أنّ دورها كان هذا العام في تقديم مرشّح لرئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فكانت معركة انتخابية ما بين المغرب وجنوب أفريقيا.
#BREAKING: Ambassador Omar Zniber of Morocco elected President of the UN Human Rights Council for 2024. @UN_HRC https://t.co/Lp4elhTfic pic.twitter.com/zBx6Ikw7gp
— UN News (@UN_News_Centre) January 10, 2024
وأعلنت الأمم المتحدة أنّ نتائج الاقتراع السري لانتخاب رئيس جديد لمجلس حقوق الإنسان التابع لها أسفرت عن فوز السفير عمر زنيبر برئاسة المجلس للعام الجاري. وقد حصد زنيبر 30 صوتاً من أصل 47، في حين فاز منافسه نكوسي من جنوب أفريقيا بالأصوات المتبقية، أي 17 صوتاً، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وكانت جلسة انتخاب رئيس مجلس حقوق الإنسان قد نُقلت مباشرة عبر حسابات المجلس وحسابات المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
🔴NOW at @UNGeneva.
— United Nations Human Rights Council (@UN_HRC) January 10, 2024
Election of the President of the @UN Human Rights Council for 2024.
📺WATCH LIVE via @UNWebTV⤵️https://t.co/d9NRuW44f9
وبعد انتخابه، توجّه عمر زنيبر إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قائلاً إنّه سوف يعمل من أجل "تلبية مطالب عملنا المشترك المهم والأساسي وهو تعزيز واحترام وضمان حقوق الإنسان على النحو المعترف به دولياً"، وفقاً لبيان صادر عن المجلس.
وفي الرباط، رحّبت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بنتائج الانتخابات وفوز ممثّل المغرب، وقد أعادت ذلك الفوز إلى "انضمام عدد كبير من الدول من كلّ مناطق العالم" إلى المغرب، "على الرغم من تعبئة الجزائر وجنوب أفريقيا لمواجهته".
وبالنسبة إلى المغرب، فإنّ في هذا الفوز "إشارة قوية من المجتمع الدولي إلى مصلحة نهجه البنّاء وقيادته الموحّدة بشأن مواضيع رئيسية مثل الحوار بين الأديان والتسامح ومكافحة الكراهية العنصرية، والحقّ في بيئة صحية ومستدامة، وحقوق المهاجرين وتأثير التكنولوجيات الجديدة".
🇲🇦🇺🇳 / Allocution du nouveau Président du Conseil des Droits de l'Homme de l'ONU, Monsieur Omar ZNIBER
— Pr Mehdi EL KAROUANI (@karouani_M) January 10, 2024
Dans son allocution, le nouveau président du Conseil des Droits de l'Homme de l'ONU, M. Omar Zniber, a exprimé sa volonté de mener la présidence du Conseil de manière… pic.twitter.com/7bex7Hy9kO
وبمجرد انتخابه، صارت رئاسة عمر زنيبر سارية، لينضمّ إلى نوابه الذين انتُخبوا في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2023. والنواب هم السفير فيبريان روديارد من إندونيسيا، والسفير داريوس ستانيوليس من ليتوانيا، والسفير مارسيلو إليسيو سكابيني ريتشارد من باراغواي، والسفيرة هايدي شروديروس فوكس من فنلندا.
ومجلس حقوق الإنسان هيئة حكومية دولية تابعة لمنظومة الأمم المتحدة، يتألّف من 47 دولة مسؤولة عن تعزيز كلّ حقوق الإنسان وحمايتها في كلّ أنحاء العالم. ويملك المجلس صلاحية مناقشة كلّ مواضيع وحالات حقوق الإنسان التي تتطلّب اهتمامه طوال العام، ويعقد اجتماعاته في مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
يُذكر أنّ منظمات غير حكومية مغربية ودولية تدين باستمرار القمع المنتظم الذي يطاول صحافيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان في المغرب من خلال محاكمات على جرائم القانون العام، خصوصاً الجرائم الجنسية، أو من خلال المراقبة الرقمية.
وتواجه الرباط اتهامات باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" لاختراق هواتف صحافيين وناشطين وسياسيين مغاربة وأجانب. لكنّ السلطات المغربية نفت هذه الاتهامات ووصفتها بأنّها "غير منصفة وخيالية".
في سياق متصل، تنتقد المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية تمييز المغرب المستمرّ ضدّ المرأة وكذلك الأقليات.
عمر زنيبر دبلوماسي مخضرم
ولد الدبلوماسي المخضرم عمر زنيبر في الثاني من سبتمبر/ أيلول 1956 بمدينة سلا الواقعة غربي المغرب، وتابع دراسته في الجامعات المغربية والفرنسية، وهو يحمل شهادة دكتوراه في القانون الدولي.
وقد بدأ زنيبر مشواره في المجال الدبلوماسي في وزارة الشؤون الخارجية المغربية في عام 1989، فكان مديراً لديوان كاتب الدولة في الشؤون الخارجية ثمّ مديراً للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في الوزارة في عام 1999.
وفي بداية الألفية، انتقل زنيبر إلى المهام الدبلوماسية الخارجية، انطلاقاً من أوروبا الشرقية، فكان سفيراً للمغرب لدى سلوفينيا وسلوفاكيا ثمّ النمسا وألمانيا.
وفي عام 2017، عيّنه الملك محمد السادس ممثّلاً دائماً للمغرب لدى مجلس حقوق الإنسان، خلفاً للسياسي محمد أوجار الذي عُيّن في إبريل/ نيسان من ذلك العام وزيراً للعدل في حكومة سعد الدين عثماني.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)