قال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ له اليوم السبت، إن أكثر من 12.1 مليون نسمة في سورية يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مؤكداً أن ما يقارب 4 من كل 5 سوريين يعانون لتأمين الاحتياج الغذائي اليومي.
بدوره، قال وائل السعدو، وهو نازح من ريف حماة الشمالي يقيم في تجمع مخيمات مشهد روحين في ريف إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن تأمين الغذاء لعائلته مرتبط بالعمل، فعندما يعمل يكون قادراً على توفير بعض المواد الغذائية غير المتوفرة في سلة المساعدات الإنسانية.
وأضاف السعدو: "أعمل في بناء البلوك أو اللياسة. بشكل عام العمل يقلّ في فصل الشتاء، ويصبح الدخل محدوداً للغاية، نأكل وجبتين في اليوم، ونحاول تقليل كمية الخبز لأقصى حد ممكن لديّ 3 أطفال وأنا وزوجتي لا نأكل الخبز، وربطة الخبز تكفي الأطفال فقط".
ويشرح السعدو علاقة العمل بتوافر الغذاء قائلاً: "عندما يوجد العمل أستطيع شراء الفروج للعائلة، لكن اللحم الأحمر لا نأكله إلا في عيد الأضحى، الوضع سيئ ويرثى له في الحقيقة، نرجو من المنظمات الإنسانية أن تزيد كمية السلة الغذائية، إذ إن اعتمادنا المباشر عليها، خاصة مع غياب العمل".
أكثر من 2.9 مليون نسمة في سورية معرضون للانزلاق إلى حد الجوع خلال الفترة المقبلة
ويعتمد غذاء أسرة السعدو خلال فصل الشتاء على المعكرونة والبرغل وبعض الخضراوات الشتوية، إذ يقول "هي غذاؤنا الرئيسي في الوقت الحالي، حتى الأغذية الأساسية نحن محرومون منها، نخشى أن تزداد الأوضاع سوءاً ويتم تخفيض كمية الغذاء في السلة، وهذا سيكون جريمة بحقنا".
وأشار بيان "منسقو استجابة سورية" إلى أن أكثر من 2.9 مليون نسمة في سورية معرضون للانزلاق إلى حد الجوع خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن 2.5 مليون نسمة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، ومشيراً إلى أن القاطنين في المخيمات يشكلون جزءاً كبيراً منهم.
وأوضح البيان أن معدلات حد الجوع في سورية بلغت أعلى مستوى على الإطلاق بعد 12 عاماً من الأوضاع الإنسانية في سورية، مشيراً إلى أن نسبة 70% من السوريين غير قادرين على تأمين الغذاء خلال الفترة المقبلة، وتزداد النسبة إلى 84% في شمال غرب سورية وإلى 90% ضمن مخيمات النازحين.
وأكد "منسقو الاستجابة" أن سورية تعتبر في المرتبة السادسة على مستوى العالم من ناحية انعدام الأمن الغذائي، مشدداً على أن عدد السوريين الذين تجاوزا حد الفقر وصل إلى أكثر من 90%، ما أدى إلى انتهاء الطبقة المتوسطة في المجتمع، وتحول المجتمع المحلي إلى طبقتين بينهما فجوة واسعة تزداد بشكل يومي.
70% من السوريين غير قادرين على تأمين الغذاء خلال الفترة المقبلة
وأشار الفريق إلى أن الاستجابة الإنسانية الخاصة بقطاع الأمن الغذائي لم تستطع تغطية أكثر من 52.89% من المحتاجين خلال عام 2022 الفائت، مع ارتفاع كبير في سعر السلة المعيارية، الأمر الذي أضاف أعباء هائلة على المدنيين، إذ يضطر المدنيون إلى صرف أكثر من 65% من الدخل الشهري على الغذاء والذي لا يتجاوز في أفضل الحالات 50 إلى 75 دولاراً أميركياً شهرياً.
وأشار الفريق إلى أن مستقبلاً قاتماً وواقعاً مخيفاً يواجهان السوريين خلال الأشهر المقبلة، الأمر الذي يزيد من مخاوف زيادة حركات الهجرة من سورية وزيادة أعداد اللاجئين السوريين في مختلف دول العالم.
وكان "برنامج الأغذية العالمي" (WFP) التابع لـ "الأمم المتحدة" قد حذر في بيان له أمس الجمعة من تصاعد معدلات الجوع في سورية، وبلوغها مستويات قياسية وغير مسبوقة، فيما شدد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، خلال زيارة يقوم بها إلى دمشق الأسبوع الحالي، على أنه "إذا لم نتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية في سورية، فإن الأوضاع ستزداد سوءاً بطريقة لا يمكن أن نتخيلها".