استمع إلى الملخص
- أشارت المنظمة إلى أن النظام الصحي في شمال غزة يتعرض لتفكيك منهجي وحصار مستمر، مما يهدد حياة 75 ألف فلسطيني، مع تدمير أقسام رئيسية في مستشفى كمال عدوان.
- دعت المنظمة إلى دعم عاجل للمستشفيات في شمال غزة، مؤكدة على ضرورة حماية المرافق الصحية والعاملين والمرضى من الهجمات العسكرية.
أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، أن مستشفى كمال عدوان "صار خالياً" عقب عملية عسكرية إسرائيلية أدت إلى خروج آخر مرفق صحي كبير في شمال قطاع غزة عن الخدمة.
وأوضحت المنظمة الأممية أن "مستشفى كمال عدوان صار خالياً الآن. نُقل مساء أمس 15 مريضاً في حال حرجة و50 من مقدمي الرعاية و20 من العاملين في مجال الصحة إلى المستشفى الإندونيسي الذي يفتقر إلى المعدات والإمدادات اللازمة لتوفير الرعاية الكافية". وأضافت أن "تحريك هؤلاء المرضى ومعالجتهم في ظل هذه الظروف يشكل مخاطر جسيمة على بقائهم أحياء". وقالت المنظمة إنها "روّعت" بالعملية الإسرائيلية، مؤكدة أنها فقدت الاتصال بمدير المستشفى، حسام أبو صفية.
وأفادت المنظمة التابعة للأمم المتحدة بأن "التفكيك المنهجي للنظام الصحي والحصار المستمر منذ أكثر من 80 يوماً على شمال غزة يعرّض حياة 75 ألف فلسطيني ما زالوا في المنطقة للخطر".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أطلق عملية عسكرية في منطقة مستشفى كمال عدوان ومحيطه، أخلى على إثرها الطواقم الطبية والمرضى والجرحى فيه قسرياً. كذلك اعتقل بعضهم وأحرق أجزاءً واسعة من مبانيه، رغم وجود عدد من الكادر الطبي والمرضى داخلها، وفق بيان لوزارة الصحة في غزة.
وسبق أن أكدت المنظمة الأممية في بيان أنّ "الغارة التي شنّتها إسرائيل على مستشفى كمال عدوان أدّت إلى خروج آخر مرفق صحّي رئيسي في شمال غزة عن الخدمة". وأضافت المنظمة الدولية، ومقرّها الرئيسي في جنيف، أنّ "التقارير الأولية تشير إلى أنّ بعض الأقسام الرئيسية احترقت ودُمّرت بشدّة خلال الغارة".
وذكرت أنه في وقت سابق الجمعة، أُجبر 12 مريضاً على الانتقال إلى المستشفى الإندونيسي و"بالإضافة إلى ذلك، ورد أن بعض الأشخاص جُردوا من ملابسهم وأجبروا على السير باتجاه جنوب غزة".
This morning’s raid on Kamal Adwan Hospital has put this last major health facility in North #Gaza out of service. Initial reports indicate that some key departments were severely burnt and destroyed during the raid.
— World Health Organization (WHO) (@WHO) December 27, 2024
60 health workers and 25 patients in critical condition,… pic.twitter.com/bD5eJgnVkR
وتابعت: "يجري التخطيط لإرسال بعثة من منظمة الصحة العالمية إلى المستشفى الإندونيسي غداً لنقل المرضى بأمان إلى جنوب غزة لمواصلة تقديم الرعاية إليهم". وقالت المنظمة إن الغارة على مستشفى كمال عدوان جاءت بعد فترة من القيود المتزايدة والهجمات المتكررة. وأوضحت أن 10 فقط من أصل 21 مهمة لمنظمة الصحة العالمية إلى المستشفى تم تسهيلها جزئياً بين مطلع أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الأول، لكن طلباتها لإرسال فرق طوارئ طبية دولية "رُفضت مراراً".
تأكدت المنظمة من وقوع 50 هجوماً على الأقل على المستشفى أو قربها منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول من العام الحالي. لكنها لم تحمّل أي جهة مسؤولية هذه الهجمات. وقالت: "مع خروج مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي عن الخدمة تماماً، وفيما بالكاد يعمل مستشفى العودة بعد تعرّضه لأضرار بالغة بسبب الغارات الجوية الأخيرة، فإن شريان الحياة للرعاية الصحية للناس في شمال غزة يصل إلى حد الانهيار".
وتابعت المنظمة: "لقد ذهبت الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها للحفاظ على عمليات المستشفيات سدى. تدعو منظمة الصحة العالمية إلى ضمان دعم المستشفيات في شمال غزة بشكل عاجل حتى تتمكن من العمل مجدداً". ولفتت إلى أن المرافق الصحية والعاملين والمرضى "يجب حمايتهم بشكل فعال وعدم مهاجمتهم أو استخدامهم لأغراض عسكرية"، لكن هذه الدعوات "تبقى غير مسموعة".
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، قد أعلنت اعتقال الجيش الإسرائيلي مدير المستشفى حسام أبو صفية، غداة العملية التي تسببت بخروج آخر مستشفى رئيسي في محافظة الشمال عن الخدمة بشكل كامل. وحمّلت وزارة الصحة إسرائيل "المسؤولية الكاملة عن حياة المرضى والجرحى والطواقم الطبية". ونقلت الوزارة عن أبو صفية قوله إن "جيش الاحتلال يحرق جميع أقسام العمليات في المستشفى"، مضيفاً أن الجيش "أخلى كامل الطاقم الطبي والنازحين واعتقل عدداً من الطاقم الطبي".
وذكر شهود عيان لفرانس برس، أنه تم إخلاء المستشفى وإجبار مئات الفلسطينيين المقيمين في محيطه على الإخلاء والتوجه إلى مدرسة الفاخورة والمستشفى الإندونيسي شبه المدمر في جباليا بشمال القطاع المحاصر.
ويمعن الجيش الإسرائيلي بإجراءات الإبادة والتطهير العرقي بمحافظة الشمال منذ أكثر من شهرين، من خلال تنفيذ سياسة التجويع والتعطيش و"إبادة المدن" وقتل أهالي المحافظة وارتكاب المجازر بحقهم وإجبار المتبقين على النزوح واعتقال المئات منهم.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتاح الجيش الإسرائيلي مجدداً شماليّ قطاع غزة، ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة بعد تهجيرهم منها تحت وطأة قصف دموي ومنع إدخال الغذاء والماء والأدوية. وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 153 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
(فرانس برس، الأناضول)