تظاهر عشرات الأشخاص في حيّ في شينغين في الصين احتجاجًا على فرض السلطات إغلاقًا جديدًا بعد تسجيل بعض الإصابات بكوفيد-19، حسبما أظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، وتحققت وكالة "فرانس برس" من صحتها.
وسجّلت المدينة الواقعة في جنوبي الصين، والتي يقطن فيها أكثر من 18 مليون شخص، عشر إصابات جديدة بكوفيد-19، ما دفع السلطات إلى التحرك لتجنّب فورة إصابات، في فترة حساسة قبل أقل من ثلاثة أسابيع من مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد كل خمس سنوات، وسيقوم الحزب خلاله بتجديد الفريق الحاكم.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على موقعيْ "ويبو" و"إستغرام"، وتحققت منها "فرانس برس"، عشرات الأشخاص يهتفون: "أوقفوا الحجر الصحي"، مع وجود صفوف من أفراد الشرطة الذين يرتدون ملابس طبية زرقاء في حيّ شاوي القريب من مقرّ الحكومة المحلية.
وأُغلقت محطة قطارات شاوي حتى إشعار آخر اعتبارًا من الساعة 22:00 الإثنين (14.00 بتوقيت غرينتش)، في "إطار الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها"، حسبما قالت الشركة المشغّلة لقطار المدينة.
وأشارت السلطات الصحية إلى أن سكان 14 حياً تمثل "منطقة عالية الخطورة" منتشرة في ثلاث مقاطعات، أُجبروا على البقاء في منازلهم اعتبارًا من الثلاثاء، حسبما أفادت السلطات الصحية، دون أن تحدّد عدد الأشخاص المتضرّرين.
وفي 15 حيًّا أخرى تعتبر عرضة لخطر متوسط، لن يُسمح للسكان بالتحرّك إلّا داخل منازلهم.
وخففت مدينة شينغين، وهي مركز تكنولوجي مجاور لهونغ كونغ، من قيودها الصحية المفروضة منذ عدة أسابيع، بعد إغلاق المدارس وأماكن الترفيه في مطلع سبتمبر/أيلول. ولا يمكن للسكان استخدام وسائل النقل العام أو الدخول إلى مطعم أو الوصول إلى الخدمات العامة بما فيها المستشفيات إلّا مع تقديم نتيجة سلبية لاختبار "بي سي آر" أُجري قبل أقلّ من 24 ساعة.
والصين هي الاقتصاد الكبير الوحيد الذي لا يزال محافظًا على استراتيجية "صفر كوفيد" من خلال إغلاقات عامة تستهدف مناطق محددة ومحدودة زمنيًا وحجر صحي طويل واختبارات جماعية. وباتت هذه التدابير تؤثر على اقتصادها.
في مطلع العام، فُرض إغلاق لمدة شهرين في شنغهاي، وهي واحدة من أكثر المدن اكتظاظًا بالسكان في العالم مع أكثر من 25 مليون نسمة، وشهدت هذه الفترة نقصًا بالمواد الغذائية ووفيات ناجمة عن عدم الحصول على الرعاية الطبية وتظاهرات متفرّقة.
وعلق أكثر من 80 ألف سائح في منتجع سانيا الساحلي في أغسطس/آب بسبب موجة إصابات بكوفيد-19. وطالب العديد من الأشخاص عقب نزولهم إلى الشوارع لقاء القادة المحليين للتعبير عن سخطهم.
(فرانس برس)