انتهت، مساء أمس الخميس، مواجهة مسلحة بين قوات من الأمن العراقي وأحد تجّار المخدرّات في قرية البو زويد بمحافظة المثنى، جنوبي البلاد، بهروبه مع عائلته. وقد أتى ذلك بعد قتال امتدّ على 10 ساعات، أوقع قتيلاً و13 جريحاً من القوات الأمنية، من بينهم قياديون كبار.
وبطريقة متسارعة تتزايد خطورة العصابات التي تساهم في انتشار المخدّرات في العراق، مع تحوّل بعض المحافظات إلى بؤر لها، لا سيّما للحبوب المهلوسة التي تهدّد الشباب. وتحاول القوات الأمنية السيطرة على هذه الأزمة التي تهدّد العراق من خلال عمليات دهم تنفّذها، بناءً على المعلومات التي تتوفّر لديها عن تحرّكات تلك العصابات، فيما تضطر غالباً إلى مواجهات مسلحة معها.
ومنذ ظهر أمس الخميس، وفقاً لما نقلته وكالات أنباء عراقية محلية، فإنّ "قوة أمنية حاولت القبض على تاجر مخدّرات يُدعى حاتم الزيداوي، تحصّن في قريته البو زويد في محافظة المثنى. وقد اشتبكت مع التاجر الذي ناصره أقرباء له في قريته بمواجهة عناصر الأمن بالأسلحة الرشاشة والبي كي سي والقنابل اليدوية"، موضحة أنّ "التاجر، وهو محكوم بالإعدام، تحصّن في بداية الأمر داخل بيته ولم تستطع القوات اقتحامه".
أضافت وكالات الأنباء أنّه "بعد نحو 10 ساعات من القتال والاشتباكات المحتدمة، وصلت خلالها تعزيزات عسكرية كبيرة، استطاع التاجر الهروب هو وعائلته عبر أنفاق متداخلة بين منازل القرية، فيما انسحبت القوات بعد ذلك". وأشارت إلى أنّ "الاشتباكات أوقعت قتيلاً واحداً، مع إصابة 13 عنصراً أمنياً، من بينهم مدير استخبارات المثنى وآمر الفوج التكتيكي وآمر الردّ السريع بالمحافظة".
من جهته، أفاد ضابط في قوات الردّ السريع التابعة لوزارة الداخلية في محافظة المثنّى بأنّ "القوات الأمنية تجنّبت إيقاع خسائر في صفوف المدنيين، وهو ما تسبّب في إطالة أمد الاشتباكات". وأوضح الضابط مشترطاً عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد" أنّ "القوّات تجنّبت قتل التاجر، إذ تسعى إلى التحقيق معه والحصول على معلومات بشأن تجّار المخدّرات. كذلك تجنّبت استخدام القوة المفرطة في الاشتباك لمنع وقوع ضحايا، لا سيّما أنّ القرية مأهولة".
وأشار الضابط إلى أنّ "الضحية التي سقطت هي امرأة، وقد سقطت بنيران تاجر المخدّرات وأفراد عصابته الذين هم من أقاربها"، مضيفاً أنّ إصابات بعض أفراد قوات الأمن حرجة.
وبيّن الضابط نفسه أنّ "الأجهزة الاستخبارية تلاحق التاجر وسوف تطيحه"، مضيفاً أنّّها "حدّدت مواقع إطلاق النار على القوات الأمنية والمنازل التي تحصّن فيها عدد من الأهالي الذين واجهوا القوات بالرصاص. وسوف يُصار لاحقاً إلى اعتقالهم ومحاسبتهم محاسبة قانونية مشدّدة". وأكّد أنّ "القوات الأمنية تعمل من ضمن استراتيجية وُضعت لملاحقة تجّار المخدّرات وإنهاء تحرّكاتهم، وقد اعتقلت أخيراً أعداداً منهم في عدد من المحافظات".
تجدر الإشارة إلى أنّ العراق تحوّل في السنوات الأخيرة إلى واحد من البلدان التي تنتشر فيها المخدّرات بصورة واسعة، علماً أنّها تُهرَّب عبر الحدود مع إيران وأخيراً مع سورية. وفي الأشهر الماضية، نفّذت القوات العراقية حملات واسعة ومتلاحقة ضدّ عصابات المخدّرات في البلاد، أدّت إلى اعتقال عشرات من تجّار المخدّرات ومتعاطيها، كذلك ساهمت في محاصرة شبكات تهريب المخدّرات.