أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيليّ مساء أمس الأربعاء، عن المعتقل نور القاضي من مدينة البيرة، بعد اعتقال إداري استمر نحو عام كامل، وذلك ضمن مجموعة من الأسرى الذين أمضوا فترات اعتقالهم.
وكشف نور القاضي بعد الإفراج عنه تعرضه للتعذيب والتنكيل والحرمان من العلاج، ليكون شاهداً على الجرائم التي مارستها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى في السجون.
واحتجز القاضي في بداية اعتقاله في سجن عوفر، ثم نُقل إلى سجن النقب، وهو أحد المعتقلين المرضى، إذ يعاني من مشاكل في القلب، وهذا الاعتقال الخامس له.
وأوضح نادي الأسير الفلسطينيّ، في بيان له، أنّ القاضي، استنادًا إلى شهادته، كان أحد المعتقلين الذين تعرضوا لعمليات تعذيب وتنكيل وضرب مبرّح من قبل وحدات (الكيتر) في سجن النقب الصحراوي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتعرّض للضرب المبرّح أكثر من خمس مرات، منها خلال عزله الانفرادي، وأصيب جرّاء ذلك بكسور بالأضلاع في الصدر والظهر، بالإضافة إلى رضوض قوية في جسده، عدا عن إصابته بجروح عميقة في الرأس.
وبحسب شهادة المعتقل القاضي، فإنّ وحدات (الكيتر) التي كانت ترافقها الكلاب البوليسية، كانت تتعمد ضرب الأسرى على الرأس والصدر، هذا إلى جانب تعرضه للتفتيش العاري والضرب المبرّح، خلال عمليات النقل المتكررة التي جرت من قسم إلى قسم داخل سجن النقب.
وفي إحدى عمليات النقل، تعرّض جميع أسرى القسم، وعددهم 99 أسيراً، لعمليات ضرب مبرّح، وكان الأسير القاضي آخرهم، وعلى مدار فترة النقل والضرب، كان يسمع صراخهم.
وعلى مدار أكثر من 100 يوم، تعرّض القاضي لجريمة طبيّة، فلم يتلقّ أي علاج خاص به خلال تلك الفترة، كذلك حُرم أدويته الخاصة بالدم، هذا عدا عن سياسة التجويع التي انتُهجت بحقّه إلى جانب الآلاف من الأسرى، وكذلك عدم توافر ملابس، بعد أنّ أقدمت إدارة السّجون على تجريدهم من ملابسهم كافة.
وأغلب الأسرى اضطروا إلى البقاء بذات الملابس خلال هذه الفترة حتى يوم الإفراج، ولم يُمْنَحُوا على مدار شهرين أيَّ نوع من مواد التنظيف، أو أي أدوات للحفاظ على النظافة الشخصية، بما فيها أدوات الحلاقة، إلى جانب حالة الاكتظاظ الشديدة، إذ يضطر أغلبهم إلى النوم على الأرض، وما هو متوافر بطانيات خفيفة جدًا، في ظل الأجواء الباردة جدًا في سجن النقب، خصوصاً بعد أن أقدمت إدارة السّجون على إزالة الشبابيك داخل الزنازين.
وأكد نادي الأسير الفلسطيني أنّ شهادة القاضي، واحدة من العديد من الشهادات، التي عكست مستوى التوحش والإجرام الذي نُفّذ بحقّ الأسرى في سجن النقب الصحراوي، وتحديدًا في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي طاولت الآلاف، وكان سجن النقب شاهدًا على جرائم كثيفة غير مسبوقة، ولم يُستثنَ أحد منها، بمن فيهم المرضى وكبار السّن.
وذكر نادي الأسير أنّ أبرز تلك الجرائم كانت تتمثل بقضية استشهاد الأسير ثائر أبو عصب في 18 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، جرّاء تعرضه لعمليات تعذيب وضرب مبرّح حتى القتل، الذي أكّدته عدة شهادات لأسرى أُفرج عنهم خلال الفترة الماضية، وشكّلت قضيته محطة مهمة في تاريخ عمليات التّعذيب التي نفذها الاحتلال على مدار عقود طويلة.
يُشار إلى أنّ سجن النقب يعتبر من السّجون المركزية التي يقبع فيها الآلاف من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.