الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تطعن ضد إخلاء رهبانها من ديرهم

حلّ، اليوم الأربعاء، موعد يتعين فيه على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة تاريخياً لبطريركية موسكو إخلاء مبان شغلتها في دير كييفو بيتشورسكايا لافرا في كييف منذ عام 2013 على سبيل الاستئجار المجاني من الدولة.

ونشرت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية صوراً في قناتها على "تيليغرام" تظهر ما قالت إنه آلاف من المؤمنين حضروا اليوم إلى القداس في كييفو بيتشورسكايا لافرا لأداء الصلاة.

وبموازاة ذلك، أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية عن لجوئها إلى القضاء للطعن في طلب إخلاء دير كييفو بيتشورسكايا لافرا التاريخي الذي يعود تأسيسه إلى عهد أمير كييف، ياروسلاف الحكيم، المنتمي إلى آل ريوريكوفيتش في القرن الـ11 الميلادي. 

الصورة

وقال مطران الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية بافيل في مقطع فيديو نشر بقناة "أوكرانيا الأرثوذكسية" على "تيليغرام": "أردنا استخدام حقوقنا الدستورية وحماية أنفسنا ومقدساتنا. في 23 مارس/ آذار، رفعنا دعوى قضائية، ولكن قاضياً ثالثاً يتنحى. يدل ذلك على ممارسة ضغوط، لا أعلم مصدرها، على الحق في الدفاع عن النفس والحق القانوني". 

وفي 10 مارس/ آذار الجاري، أعلنت إدارة محمية كييفو بيتشورسكايا لافرا عن إنهاء الإيجار غير محدد المدة مع الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، موجهة الرهبان بإخلاء الدير. 

وأرجعت إدارة المحمية قرارها إلى "انتهاك من قبل الدير لشروط الانتفاع بممتلكات الدولة" رصدته لجنة خاصة تم تشكيلها بقرار من وزارة الثقافة الأوكرانية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.  

وفي وقت سابق، وصفت الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية قرار فسخ عقد الإيجار بأنه "غير قانوني"، بينما أعلن المطران بافيل أن الرهبان لن يخلوا الدير.  

وطالب ممثلو المجمع الكنسي التابع للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية بترتيب لقاء مع الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، لإطلاعه على موقفهم، ولكنه لم يعقد في نهاية المطاف. 

ويعد دير كييفو بيتشورسكايا لافرا الكائن في العاصمة الأوكرانية كييف والمدرج منذ عام 1990 على قائمة اليونسكو للتراث العالمي مهداً للرهبانية وعاصمة غير رسمية للمسيحية الأرثوذكسية للسلافيين الشرقيين. 

قضايا وناس

التحديثات الحية

سلطات كييف تلاحق الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو

وكييفو بيتشورسكايا لافرا الذي تأسس في عام 1051 هو واحد من أقدم أديرة روس كييف (تسمية روسيا التاريخية حين كانت كييف عاصمة ومركزاً لها)، وأبرزها على الإطلاق. ومن أهم معالم الدير، الكهوف التي سكنها القسيس إيلاريون، وهو يعدّ أباً روحياً لياروسلاف الحكيم. 

إلا أن هذا الدير التاريخي تحول في الأشهر الأخيرة إلى ساحة أخرى للصراع الروسي الأوكراني الجاري على كافة الأصعدة، بما لا يقتصر على ساحة للصراعات السياسية والعسكرية، وسط مواصلة السلطات الأوكرانية التضييق على الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة تاريخياً لبطريركية موسكو مقابل دعمها لـ"كنيسة أوكرانيا الأرثوذكسية" المنشقة التي أسسها سلفه بيترو بوروشينكو. 

وفي حديث سابق لـ"العربي الجديد" لفت كبير الباحثين في قسم الدراسات الاجتماعية والسياسية بمعهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية رومان لونكين إلى الأهمية الرمزية والاحترام الكبير الذي يكنه أرثوذكس روسيا وأوكرانيا على حد سواء لدير كييفو بيتشورسكايا لافرا، مرجعاً الخلاف الناشب حوله إلى سعي السلطة الأوكرانية لإخضاع الكنيسة للدولة إخضاعاً كاملاً في زمن الحرب.