الليشمانيا يتفشّى في درعا وسط ضعف وسائل الوقاية والقطاع الصحي

17 أكتوبر 2024
طفلة سورية تعاني من الليشمانيا في مخيم في إدلب، 2 يوليو 2020 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتشار داء الليشمانيا في درعا: تشهد محافظة درعا انتشاراً متزايداً لداء الليشمانيا مع تسجيل 21 إصابة وحالتي وفاة مؤخراً، مما أدى إلى إعلان حالة استنفار من قبل مديرية الصحة ونقابة الأطباء.
- أسباب الانتشار: يعود انتشار المرض إلى تدهور الظروف الصحية وانتشار النفايات، مما يهيئ بيئة لتكاثر ذبابة الرمل. كما أن سوء التغذية ونقص الدعم الحكومي يزيدان من صعوبة مكافحة المرض.
- طرق الوقاية والتحديات: تشمل الوقاية ارتداء ملابس ساترة واستخدام كريمات طاردة للحشرات، لكن الإهمال الحكومي يعرقل الجهود الوقائية.

يواصل داء الليشمانيا انتشاره في محافظة درعا جنوبي سورية التي صُنّفت منطقة موبوءة، في ظل حالة من الاستنفار أعلنتها مديرية الصحة ونقابة الأطباء إثر تسجيل وفيات وعشرات المصابين، وسط مناشدات للمواطنين بمراجعة المراكز الصحية في حال ظهور أي أعراض مفاجئة، ومطالبتهم بتوخي الحذر وعدم الاقتراب من الأماكن الملوثة.

ووفقاً لمديرية صحة درعا، فقد سجلت المحافظة 21 إصابة بالليشمانيا، منها حالتا وفاة خلال الشهرين الأخيرين، ما يشير إلى ارتفاع في المؤشر الوبائي منذ بداية العام الجاري. وأوضحت أن الإصابات توزعت ضمن مناطق الحارة والحراك واللجاة وبصر الحرير وكفر شمس.

بدأ انتشار المرض في مزارع الدجاج في بلدة كفر شمس الواقعة في ريف درعا الشمالي. ومن المعروف أن هذا المرض طفيلي المنشأ ينتقل عن طريق لسعة ذبابة الرمل التي تعيش في الأرياف والمزارع، وتكثر في حظائر الحيوانات والمداجن والأماكن المهجورة والمظلمة، وتنشط ليلاً بحيث تعمل ناقلاً للمرض من الفئران والحيوانات والطيور المصابة إلى الإنسان.

قال طبيب في مديرية صحة درعا، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد": إن هذا المرض ليس جديداً على محافظة درعا، فقد أصاب العشرات من الأهالي في يونيو/حزيران 2012، وما زال يظهر بحالات فردية، وهو لا ينتقل من إنسان إلى آخر إلا عن طريق اللسع. ولكن المشكلة في عدم ظهور عوارض مرضية قبل فترة احتضان قد تزيد عن أسابيع في جسم المصاب بالأنواع الجلدية السطحية، حتى تظهر على شكل ندبة في الجلد وتبدأ بالانتشار بشكل مسطح، أما الأكثر صعوبة في التشخيص، فهو ما يُسمى بنوع "الحشوية" الذي يصيب الأحشاء الداخلية، مثل الكبد والطحال ونخاع العظم والغدد اللمفاوية، ويسبب الضرر للأعضاء الداخلية. 

وأكد الطبيب سهولة العلاج في حال الاكتشاف المبكر للمرض، مبيناً أن أهم الأعراض التي تشخصه هي ندبة حمراء صغيرة على الجلد، وبعد فترة الاحتضان، تظهر أعراض مرضية مثل الحمى والسعال الجاف والصداع والإسهال وآلام في العضلات. وفي الحالات الخطيرة، يبدأ المصاب بفقدان الوزن وفقر في الدم، بالإضافة إلى تضخم في الطحال والكبد.

أسباب انتشار الليشمانيا

عن أسباب وعوامل انتقال المرض. يقول متطوع في أحد الفرق الصحية في محافظة درعا لـ"العربي الجديد": إن من أهم أسباب انتشار الليشمانيا، وأبرز عوامل خطر الإصابة به، ضعف الظروف الصحية المنزلية وانتشار النفايات أو مخلفات الصرف الصحي، وهي بيئة خصبة تزيد من تكاثر ذبابة الرمل. كما أن تردي النظام الغذائي وافتقاره إلى البروتين والمعادن والفيتامينات والحريرات يزيدان من معدل قبول الجسم للعدوى.

يردف: "بما أن كل هذه العوامل باتت متوفرة في بيئتنا بسبب تردي الوضع الخدمي والمعيشي، فإن فرصة التعرض لليشمانيا أصبحت كبيرة، ولا يمكن أن نتجاهل افتقار المنظومة الصحية في سورية إلى سبل العلاج حتى البسيطة منها، نتيجة تخلي حكومة النظام عن مسؤوليتها في دعم القطاع الصحي بكل معنى الكلمة".

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

أما عن طرق الوقاية، فيوضح: "يجب الاحتراس وتجنب لدغات الذبابة الناقلة من خلال بعض الإجراءات، كتجنب مزاولة أي عمل عند ساعات الفجر والمغيب في الأماكن المزدحمة والملوثة، حيث تنشط الذبابة في هذا التوقيت، إضافة إلى ارتداء ملابس ساترة للجلد بشكل جيد، والاعتناء بدهن كريمات طاردة للحشرات على الأماكن التي لا تمكن تغطيتها، ورش المنزل بمبيدات حشرية، أو استخدام بعض الزيوت العطرية الطاردة للحشرات.

بشكل عام، تعد الظروف الصحية في محافظة درعا معرضة للانتكاسة نتيجة الإهمال الحكومي والوضع المعيشي والخدمات التي باتت في حدها الأدنى، خاصة أن السوريين باتوا يبحثون عن لقمة العيش، ولا يلتفتون إلى المرض إلا بعد أن يقعوا فريسة له. 

المساهمون