تجهّز مديرية الصحة في إدلب، بالتعاون مع "فريق لقاح سورية"، حملة لقاح ضد مرض الكوليرا من المقرر انطلاقها يوم الثلاثاء القادم (7 مارس/آذار 2023)، وتستهدف سكّان المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في شمال غرب سورية.
وتأتي الحملة بعد كارثة الزلزال الذي وقع في المنطقة يوم السادس من فبراير/شباط، في ظلّ مخاوف من ارتفاع معدلات الإصابة بالمرض، نظراً لتصاعد أعداد النازحين في المنطقة، وتضرر مصادر المياه الصّالحة للشرب، وصعوبة الوصول إليها بالنسبة للنازحين والمتضررين جراء الزلزال.
وأوضح مسؤول ملف اللقاح في "مديرية صحة إدلب"، رفعت فرحات لـ"العربي الجديد"، أن المديريّة ستنفّذ مع فريق "لقاح سورية" الحملة ضد وباء الكوليرا في 7 مارس الجاري، بمناطق "معرّة مصرين، سرمدا، الدّانا، منطقة أطمة، مدينة حارم وما حولها. لافتاً إلى أن فرق اللّقاح ستتوجّه للمنازل مباشرة في هذه المناطق لتقديم اللّقاح الفموي للسكان، بمن فيهم الأطفال من عمر سنة فما فوق.
وبدأت التحضيرات، وفق فرحات، بتعيين الكوادر المنفّذة للحملة، التي سينفّذها 1243 فريقاً في عموم المناطق المذكورة، وذلك قبل أسبوع من أمس الخميس، والحملة يرافقها نشاط إعلامي وتوعية في أنحاء المناطق التي ستنفّذ فيها، وتكون تحت إشراف منظّمتي الصحة العالميّة ويونسيف، وتنفذ تحت رقابة محايدة من "الهلال الأحمر القطري".
وأوضح فرحات خلال حديثه، أنّه منذ انتشار المرض، سجّلت 54 ألف حالة مشتبه بإصابتها، وأثبتت التحاليل إصابة 600 شخص، بينما توفي 21 جرّاء المرض، وبينما ينخفض عدد الإصابات في الوقت الحالي، لا يزال التهديد بارتفاع أعداد الإصابات بعد وقوع الزّلزال، كونه تسبب بصدوع وأضرار في شبكات الصرف الصّحي، وهذا بدوره قد يسبب تلوّث مصادر المياه الصّالحة للشّرب ما يهدد بوقوع كارثة، وذلك "بعد نزوح النّاس وابتعادهم عن أماكن السّكن التي تصدّعت، وانتشار المخيّمات، والاكتظاظ السّكاني، وصعوبة تأمين المرافق الصّحية، وصعوبة تأمين المياه المعقمة أو المكلورة لهؤلاء الناس".
في المقابل، قال مصطفى بازار المشرف في "فريق لقاح سورية": "بعد وصول لقاح الكوليرا إلى شمال غربي سورية، قام الفريق بإعداد فرق ضمن برنامج تدريبي لإيصال الفكرة للأهالي عن مخاطر المرض، وكيفيّة إعطاء اللقاحات لهم، والتوعية بخطر الإصابة بالوباء وعوامله"، وأضاف لـ"العربي الجديد": "سيحصل على اللّقاح الأطفال من عمر سنة فما فوق، وكبار السّنّ، والفرق مدربة على مخاطر الإصابة، وسبل الوقاية، وشرح الطرق الوقائية للأهالي من المصادر التي يمكن أن تكون سبباً في تفشي الوباء، خصوصاً أنّنا بوضع كارثي".
وشدّد بازار على كون اللّقاح مهم جداً، بسبب المخاوف من الظروف الملائمة لاستيطان الوباء في المجتمع، بعد حدوث الكوارث، سواء الناتجة عن القصف أو عن الزلزال.
ارتفاع أعداد وفيات مرض #الكوليرا في شمال غربي #سوريا إلى 22 وفاة، والمصابين إلى 568 حالة، بحسب الجهات الطبية، فيما يزيد دمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي بعد الزلزال من احتمالية تفشي المرض، فرقنا تكثف أعمال الاستجابة الطارئة والإصحاح، إضافة للتوعية.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/zjoLCsWizE
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 28, 2023
بدوره، أكّد "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) أن عدد الوفيات بسبب الكوليرا ارتفع إلى 22 شخصاً، في تقرير صدر عنه نهاية الشهر الماضي، قال فيه إن دمار البنية التحتية والصرف الصحّي بمناطق شمال غربي سوريّة، بعد وقوع الزلزال، زاد من احتمالية تفشي المرض، حيث تكّثف فرقه أعمال الاستجابة الطارئة والإصحاح، خاصة في المناطق المتضرّرة من الزلزال، إضافة للتوعية بهدف الحدّ من انتشار الكوليرا بين المدنيين، مضيفاً "نهيب بالأهالي الانتباه لمصادر مياه الشرب وغليها قبل شربها إن أمكن، وطهي الطعام بشكل جيد، وغسل الخضراوات بشكل جيد قبل تناولها، والالتزام بإجراءات الوقاية".