انتحر طالب لجوء كان قد عاد في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى بارجة بيبي ستوكهولم المخصصة لاستيعاب 500 طالب لجوء، في ميناء بورتلاند، جنوب غربي بريطانيا، وقد عثر عليه هناك صباح اليوم الثلاثاء.
وقال متحدث باسم شرطة دورست إنهم تلقوا تقريراً عن "وفاة مفاجئة لأحد المتواجدين في بيبي ستوكهولم"، مضيفاً: "يجري الضباط تحقيقات في ملابسات الحادث. وتم إخطار مكتب الطب الشرعي بالوفاة"، نقلاً عن صحيفة الانتدبنتدت . وفي السياق، أكد وزير الداخلية جيمس كليفرلي أمام مجلس العموم أنه سيتم التحقيق في الوفاة "بشكل كامل".
وبعد شهرين على إغلاقها بسبب وجود بكتيريا في مرافقها، أعيد فتحها في 19 أكتوبر. وتجمع متظاهرون أمام ميناء بورتلاند تنديداً بما يطلقون عليه اسم مشروع "السجن العائم". وتأمل الحكومة البريطانية عبر هذا الإجراء خفض فاتورة إقامة طالبي اللجوء في الفنادق. وفي 11 أغسطس/ آب الماضي، أي بعد أيام قليلة فقط من دخولها الخدمة، تم إخلاء البارجة بسبب وجود بكتيريا الليغيونيلا (الفيلقية) في نظام توزيع المياه، والتي يمكن أن تسبب عدوى الجهاز التنفسي.
Today MPs will vote on the toughest ever anti-immigration law.
— UK Prime Minister (@10DowningStreet) December 12, 2023
But that bill is just one part of our plan to tackle illegal migration.
Find out what we're doing to stop small boat crossings and control our borders here👇https://t.co/9bIKC0cAbB
وفي وقت لاحق، قال عضو البرلمان عن جنوب دورست، ريتشارد دراكس، إن الشخص قد انتحر. وأكدت مؤسسة "كير فور كاليه" (Care4Calais) الخيرية المعنية باللاجئين حادثة الوفاة، بحسب الصحيفة. وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة ستيف سميث: "نفكر في الشخص الذي فقد حياته وبعائلته وأصدقائه. إنه ضمن جميع العالقين على متن بارجة بيبي ستوكهولم، الذين سيشعرون اليوم بالحزن العميق والقلق".
وانتقد الأوضاع على متن البارجة، قائلاً: "يجب على حكومة بريطانيا أن تتحمل مسؤولية هذه المأساة الإنسانية. لقد تجاهلوا عمداً الصدمة التي يلحقونها بالأشخاص الذين يتم إرسالهم إلى بيبي ستوكهولم، علماً أنه يتم إيواء المئات منهم في ثكنات عسكرية سابقة". أضاف: "فصلوا عن بقية المجتمع، وقد شهدنا تدهوراً خطيراً في صحة الناس العقلية. أبلغنا بانتظام عن نوايا انتحارية بين الناس ولم يتخذ أي إجراء. ولا يمكن لهذا أن يستمر".
ودعا الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين، أنور سولومون، إلى إجراء مراجعة مستقلة في حالة الوفاة حتى يمكن تعلم الدروس. وقال إن ما حدث كان "خسارة مروعة في الأرواح لكنه ليس مفاجئا بشكل مأساوي"، نقلاً عن الاندبندنت.
وقالت آن سالتر من منظمة "الحرية من التعذيب" الخيرية إن "الظروف الخطيرة في بيبي ستوكهولم يمكن أن تسبب صدمة عميقة لأولئك الذين نجوا من التعذيب والاضطهاد، عدا عن التجارب المؤلمة الذين عانوا منها في طريقهم إلى بريطانيا".
مؤخراً، أكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن خطته الأخيرة بشأن ترحيل مهاجري رواندا ستنجح، علماً أن هذه القضية تهدد بإحداث انقسام في حزب المحافظين الحاكم وبالتالي تعريض ولايته للخطر.
وتقدم سوناك للمواجهة بعدما أدت أحدث محاولة لحكومته لترحيل طالبي لجوء روانديين لاستقالة وزير الهجرة البريطاني الذي اعتبر الخطوة غير كافية. وكانت وزيرة الداخلية السابقة سويلا برافرمان التي أطاح بها سوناك قد حضته على تغيير مساره المحكوم بالفشل بشأن الهجرة، خصوصاً أن هذه القضية يتوقع أن تكون محورية في انتخابات العام المقبل.