أغلقت العاصمة الصينية بكين، الأربعاء، عشرات من محطات المترو في إطار محاربة كوفيد-19، وقيدت حركة السكان على الرغم من تسجيل بضع عشرات من الإصابات اليومية في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة.
ومنذ بضعة أسابيع، تواجه الصين التي بقيت بمنأى عن الجائحة إلى حد كبير لمدة عامين أسوأ تفشٍّ للوباء منذ ربيع عام 2020، مما قوض استراتيجيتها الخاصة بـ"صفر كوفيد". ويخشى سكان بكين، حيث أُبلغ عن 51 إصابة جديدة، الأربعاء، أن تُغلق مدينتهم، مثلما حدث في شنغهاي، حيث سُجّل معظم الإصابات.
وأعلن "مترو بكين" إغلاق نحو 60 محطة، الأربعاء، أي 18% من الشبكة، وكثير منها يقع بالقرب من مناطق فُرض عليها الإغلاق، وقال في منشور: "سيتم إغلاق مداخل ومخارج المحطات. لكن يمكن إجراء تبديل (الخط) بين المحطات".
وسجلت مدينة شنغهاي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، حيث عُزل السكان لأكثر من شهر، ما يقارب 5 آلاف إصابة جديدة، الأربعاء، ما شكل انخفاضاً رغم تخفيف المدينة لبعض الإجراءات. لكن ما زال يتم إرسال أي شخص ثبتت إصابته إلى مركز عزل تتباين فيه وسائل الراحة، وغالباً ما تكون شروط النظافة فيه متواضعة.
قالت اللجنة الوطنية الصينية للصحة، اليوم الأربعاء، إن إجمالي 2092 مريض كوفيد-19 غادروا مستشفيات البر الرئيسي الصيني، بعد تماثلهم للشفاء يوم الثلاثاء.
— CGTN Arabic (@cgtnarabic) May 4, 2022
وأضافت أن العدد المذكور رفع أعداد مرضى كوفيد-19 الذين غادروا المستشفيات بعد تماثلهم للشفاء إلى 198550 شخصا، يوم الثلاثاء الماضي. pic.twitter.com/i5EHS36Ggf
في بكين، أُغلقت المجمعات السكنية التي رصدت فيها إصابات لمنع السكان من المغادرة، وقال المتحدث باسم الحكومة المحلية، شو هيغيان، الأربعاء، إنّ العاصمة "ستمدد مؤقتاً" القيود، بما في ذلك حظر ارتياد المطاعم، وإغلاق أماكن الترفيه والأندية الرياضية.
وكان المسؤولون قد أشاروا في البداية إلى أنّ القيود سترفع عقب انتهاء عطلة عيد العمال، الخميس، وفي أيام الإجازة هذه، عادة ما يسافر الصينيون، لكن كانت المواقع السياحية شبه مهجورة.
للحد من العدوى، يُحظر على المطاعم استقبال الزبائن، لكن يمكنها بيع الطلبات الخارجية، وبدأ السكان في تخزين المواد الغذائية والسلع الأساسية تحسباً لقرارات الإغلاق.
وتنوي السلطات تخفيف بعض التدابير، وقال شو إنّ الأشخاص القادمين من الخارج إلى بكين سيُطلب منهم التزام الحجر الصحي لمدة 10 أيام تحت المراقبة، والبقاء معزولين لأسبوع في المنزل، مقابل 21 يوماً في الحجر الصحي سابقاً.
وقال أحد سكان بكين الذي طوقت السلطات مجمعه السكني، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: "أعتقد أن المدينة بالفعل نصف مغلقة. لا يوجد وقت محدد لرفع هذا الإجراء، ويتم إغلاق المزيد من الأماكن".
وقال ساكن آخر إنه تسوق عبر الإنترنت لتجنب الاختلاط بالأشخاص في متاجر المواد الغذائية، وتابع "لا أحد يستطيع حقاً أن يقول إلى متى ستستمر القيود. لكنني أتفهم هذا المنطق".
والثلاثاء، بدأ جميع سكان حي تشاويانغ الذي يقطنه أكبر عدد من سكان العاصمة سلسلة جديدة من اختبارات الفحص التي من المقرر أن تنتهي الخميس.
في أماكن أخرى في الصين، كثفت مدينة تشنغتشو (وسط) الرقابة لمكافحة كوفيد-19، وأوعز إلى السكان في وسط المدينة بالبقاء في مجمعاتهم السكنية.
(فرانس برس)