- يشير إلى تأثير إغلاق معبر رفح على دخول الوقود والمواد الأساسية، مما يهدد بتوقف العمليات الإنسانية ويحد من الاتصالات، مع تهجير أكثر من 75% من سكان غزة.
- ينبه إلى توقف توزيع الأغذية والخطر على المخابز والمستشفيات بسبب نقص الوقود، مؤكدًا على الحاجة الماسة للتدخل العاجل لتجنب كارثة إنسانية.
قال رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا)، أندريا دي دومينيكو، إن أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين بهدف اجتياح رفح جنوبي قطاع غزة، أدت إلى تهجير قسري لعشرات الآلاف من الفلسطينيين داخل غزة. وحذر المسؤول الأممي في تصريحات لـ"العربي الجديد" من شبح المجاعة في جنوب قطاع غزة، وليس في الشمال فقط، إن لم يجر إدخال المساعدات الإنسانية الكافية، في ظل احتمال توسع اجتياح رفح.
وجاءت تصريحات المسؤول الأممي، خلال مؤتمر صحافي، عقده عبر تقنية الفيديو من القدس المحتلة مع الصحافيين المعتمدين لمقر الأمم المتحدة في نيويورك. ولفت دي دومينيكو الانتباه إلى أن إغلاق معبر رفح سيؤثر سلبا في دخول الوقود لدعم العمليات الإنسانية، وسيؤثر كذلك في دخول المواد الإنسانية الأساسية والحيوية، ودخول العاملين في المجال الإنساني. وقال إن الأمم المتحدة تبحث عن سبل فعلية تؤمّن دخول قوافل المساعدات الإنسانية بكل الطرق الممكنة وداخل غزة.
وشدد على أهمية الوقود بغية القيام بالعمليات الإنسانية، محذرا من أنه لدى الأمم المتحدة ما يكفي من الوقود لبضعة أيام فقط، وأن عدم دخوله سيؤدي إلى وقف العمليات الإنسانية بشكل كامل خلال أيام. وقال إن فرق الأمم المتحدة الإنسانية في غزة لديها حوالي 30 ألف لتر من الديزل حاليا يمكنها الوصول إليها. وأشار إلى وجود وقود في مخازن في منطقة رفح وخانيونس، لكن لا يمكن الوصول إليها حاليا بسبب الوضع الأمني على الأرض.
ولفت المسؤول الأممي الانتباه في هذا السياق كذلك إلى أن شركات الاتصال تحتاج للوقود لاستمرار تقديم خدماتها وأن عدم توفره سيعني أن الناس في غزة، وخلال أيام، لن يتمكنوا من الحصول على المعلومات اللازمة بما فيها اتصالهم مع أفراد أسرهم. وتوقف كذلك عند انعكاس ذلك سلبا على العمليات الإنسانية، بما في ذلك تمكن الطواقم الإنسانية من التواصل مع الناس على الأرض. وأشار إلى تهجير أكثر من 75 بالمئة من الغزيين حتى الآن، وأن المساحات التي يمكن أن يلجأ إليها الناس تتقلص ناهيك عن المخاطر. وشدد على عدم وجود أماكن آمنة في غزة، مشيرا إلى أن المناطق التي ينزح إليها الناس حاليا، هي مناطق بدون كهرباء أو نقاط مياه أو صرف صحي أو مأوى. وأكد أنه من المستحيل تحسين الوضع في أي من المواقع بدون دخول الإمدادات اللازمة والوقود اللازم لنقلها إلى تلك الأماكن.
تهجير أكثر من 75 بالمئة من الغزيين حتى الآن
وتحدث دي دومينيكو عن توفر 1500 خيمة للأمم المتحدة، إلا أن ذلك الرقم لا يسد إلا قدرا بسيطا من الاحتياجات المهولة. ولفت الانتباه إلى أنه ومع تدمير قرابة سبعين بالمئة من المباني في قطاع غزة، فإن الفلسطينيين النازحين داخليا، بمن فيهم الذين ينزحون مجددا الآن من رفح، سيضطرون للبحث عن "مآوٍ بديلة". وشرح أن حتى تلك المآوي، تحتاج لأدوات، كالأغطية البلاستيكية أو المسامير وغيرها من مواد البناء، وجميعها غير متوفرة في غزة، ومن دون إدخالها لا يمكن للأمم المتحدة مساعدة النازحين.
وتحدث المسؤول الأممي عن تأثيرات اجتياح رفح على الغذاء، وأشار إلى وقف أغلب عمليات توزيع الأغذية في جنوب غزة منذ الاثنين، لوجود جزء كبير من مستودعات الأغذية في المناطق المتأثرة بالأعمال العدائية في رفح. وقدر أن مخزون المواد الغذائية لدى المنظمات الإنسانية في الجنوب سينفد خلال أسبوع. ناهيك عن نفاد وشيك للوقود اللازم لتوزيع السلع ودعم المخابز. وفي السياق، أكد دي دومينيكو أنه إن لم يدخل أي وقود إضافي إلى غزة فإن ذلك سيؤثر سلبا كذلك بالمخابز الستة عشرة التي تدعمها المنظمات الإنسانية، وقد تضطر إلى تعليق عملها. وحذر كذلك من تأثير ذلك على علاج أكثر من 3 آلاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.
وعبّر المسؤول الأممي عن مخاوفه من أن يتم كذلك وقف عمل المستشفيات الثلاثة في رفح التي كانت تعمل، ولو بشكل جزئي، في حال استمرار العمليات العسكرية، مما سيكون له تبعات وخيمة على 1.5 مليون شخص في منطقة رفح. وتوقف كذلك عند معاناة النساء الحوامل وعدم قدرتهن على الولادة بأمان في حال توقفت تلك المستشفيات عن العمل. وأكد أن عدم دخول الوقود ستكون له كذلك تبعات على الشمال، وسيؤدي خلال الأربعة والعشرين ساعة القادمة إلى إغلاق خط المياه، ما يحول دون حصول الناس في الشمال على المياه النظيفة، والأمر نفسه ينطبق على الجنوب خلال يومين. وحذر من أن عدم وجود مياه نظيفة سيؤدي إلى انتشار الأمراض، ناهيك عن الأضرار الأخرى.
رئيس "أوتشاً" يحذّر من خطر المجاعة بعد اجتياح رفح
وردا على سؤال لـ"العربي الجديد" في نيويورك، حول خطر انتشار المجاعة في الشمال أو في مناطق أخرى من غزة، قال دي دومينيكو: "فيما يخص مخاطر المجاعة فإن الوضع في الشمال مقلق للغاية، كما تعلمون تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أشار إلى ذلك، ومن ضمن التحديات المستمرة هو توزيع تلك المساعدات داخليا، ونحن في تواصل مع الطرف الإسرائيلي حول ذلك".
واستدرك بالقول: "ولكن مع التطورات الأخيرة، فإننا نواجه مخاطر قد تحول دون قدرتنا على التعامل مع احتمالات انتشار مجاعة في الشمال. وفي الجنوب أيضا، هناك أرقام مثيرة للقلق (حول نسبة الأشخاص الذين يعانون من نقص حاد بالأمن الغذائي)، ولذلك فإن انقطاع المساعدات الإنسانية يعني وجود خطر وشيك حول احتمال انتشار المجاعة في الجنوب كذلك، وليس في الشمال فحسب".