يتدفّق اللاجئون الأفغان إلى الحدود الأفغانية الباكستانية في شمال غرب باكستان، إذ تعبر منفذ طورخم يومياً ما يقرب من ألف أسرة، بينما ينتظر الآلاف على الحدود من أجل إنهاء الإجراءات والعبور، بالتزامن مع اقتراب موعد المهلة التي منحتها الحكومة الباكستانية للاجئين غير النظاميين حتى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل لمغادرة البلاد.
وقالت الحكومة المحلية في ولاية ننجرهار المحاذية لباكستان في شرق أفغانستان، إنه خلال الجمعة والسبت الماضيين، عبرت 2460 أسرة أفغانية الحدود ودخلت إلى ولاية ننجرهار، ومنها انتقلت إلى ولايات ومدن مختلفة.
وأكدت الحكومة المحلية في بيان، الأحد، أنّ الحكومة المركزية في أفغانستان تتخذ كل ما من شأنه تقديم الخدمات اللازمة للعائدين من باكستان، غير أن تدفق اللاجئين بهذه الطريقة وإجبارهم على العودة بهذا العدد الهائل يفوق الوسائل والإمكانيات المتاحة لدى حكومة "طالبان".
ولم يبقَ سوى اليوم الاثنين وغداً الثلاثاء من المهلة التي منحتها الحكومة الباكستانية للاجئين الأفغان غير النظاميين ويبلغ عددهم مليوناً و700 ألف أفغاني، كما اشتدت الحملات والملاحقات ضدهم في مختلف مناطق باكستان.
وبينما تقول الحكومة الباكستانية إن الإجراءات القانونية تتخذ فقط في حق اللاجئين غير النظاميين، فإنّ لاجئين يقولون إنّ السلطات لا تفرق بين النظاميين وغيرهم، وتعتقل الجميع بلا تفريق.
من طرفها، حذّرت الأمم المتحدة من أن الإجلاء القسري للاجئين الأفغان من باكستان سيتسبب في أزمة إنسانية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان لهاروينا شمداساني، في تصريح سابق: "إننا نشعر بقلق عميق من تعرض اللاجئين الأفغان للتعذيب والاعتقال التعسفي، والاحتجاز والتمييز الشديد، وعدم إمكانية الوصول إلى الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية".
وأعربت المسؤولة عن قلقها البالغ حيال وضع النساء، وقالت إن حكام كابول حاولوا عزلهن عن المجتمع، وحرمانهن تماما من الوصول إلى أماكن العمل، والمدارس، وحتى الحدائق العامة، بالتالي إجبارهن على العودة يعرض حياتهن للخطر.
تجدر الإشارة إلى أن تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقول إنّ باكستان تستضيف حالياً 3.7 ملايين لاجئ أفغاني، وصل 700 ألف منهم إليها منذ استعادت حركة طالبان السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب 2021، وتزعم أن حياة هؤلاء في خطر في ظل حكم طالبان.
وتقول باكستان إن الأفغان المسجلين كلاجئين قانونيين ليسوا مهددين بالترحيل، مؤكدة أن الأفغان غير المسجلين يتم ترحيلهم فقط ويبلغ عددهم مليوناً و700 ألف شخص.