تصاعدت أزمة تسريب امتحانات الثانوية العامة في مصر، اليوم السبت، بعدما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من أسئلة الامتحانات المقررة لطلاب الشعبتين العلمية والأدبية، غداً الأحد، والادعاء بتسريبها كاملة مقابل 500 جنيه (نحو 16 دولاراً) عن كل طالب.
وادعت صفحة "شاومينغ"، المخصصة للغش، حصولها على امتحانات الجيولوجيا والعلوم البيئية والرياضة البحتة (التفاضل والتكامل) للشعبة العلمية، وعلم النفس والاجتماع للشعبة الأدبية، وتسريبها تباعاً في الموعد المحدد لكل شعبة، مع حلول الساعة الرابعة من فجر يوم الأحد.
وكان مقطع مصور متداول على مواقع التواصل في مصر قد كشف تصوير أحد التلاميذ ورقة أسئلة امتحان اللغة الإنكليزية داخل إحدى اللجان، أول من أمس الخميس، ووجود أكثر من هاتف محمول بين الطلاب في اللجنة، وهو ما أثار حالة من الغضب لدى أولياء الأمور.
وقالت الإعلامية منى عراقي، في مقطع مصور نشرته على صفحتها في "فيسبوك"، إنّ "امتحان الثانوية العامة بات يُسرب في مصر للتلاميذ مقابل 500 جنيه"، مستشهدة بما جاء في بيان وزارة التعليم حول تسريب امتحان الفيزياء للشعبة العلمية، وفتح الوزارة تحقيقاً مع أحد أعضاء اللجنة التي وضعت الامتحان بسبب إعطائه دروساً خصوصية لبعض التلاميذ، وانتشار تسجيلات فيديو لهذه الدروس على مواقع التواصل قبل الامتحان.
وانتقدت عراقي ما أورده بيان الوزارة بشأن اختلاف الأرقام والرموز بين أسئلة المعلم وتلك الواردة في امتحان مادة الفيزياء، مع تطابق الأسئلة في مضمونها، وكون المعلم مشهوراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في ظل امتلاكه قناتين على "يوتيوب" و"تليغرام" لنشر الدروس عليهما.
وتساءلت عن "اختيار هذا المعلم في لجنة وضع أسئلة امتحان الفيزياء، رغم إعطائه دروساً خصوصية للآلاف من الطلبة، ما يمثل تضارباً صريحاً للمصالح"، مستطردة أنّ "لجنة الاختيار الأساسية أقصت بعض المعلمين من مهمة وضع الامتحان، بعد اكتشاف أن لهم أقارب من الدرجتين الأولى والثانية في الثانوية العامة".
وتحت عنوان "بلاغ إلى رئيس الجمهورية والنائب العام ووزير التربية والتعليم"، كتبت الأكاديمية هدى الشرقاوي، على "فيسبوك"، قائلة: "ارحموا الناس التي ذاكرت (درست)، ولم تستطع حل الأسئلة غير المطابقة للمواصفات في مادة الكيمياء".
وبحسب الشرقاوي فإنّ "46 سؤالاً في مادة الفيزياء كانت في حاجة إلى خمس ساعات لحلها، وليس ثلاث ساعات. هذا بالطبع بخلاف تسريب أسئلة الفيزياء، بواسطة مدرس في لجنة واضعي الامتحان، وتداوله بين ثلاثة معلمين أحدهم من مدينة طنطا بمحافظة الغربية قبل موعد الامتحان بأسبوع، ووصوله إلى عدد كبير من الطلاب بمبلغ 500 جنيه"، على حد قولها.
وأضافت: "اقطعوا الإنترنت أثناء الامتحانات لحل تلك المهزلة، لأنه يجب تطبيق العدالة والانضباط على الجميع، باعتبار أن التعليم في مصر هو أمن قومي. هؤلاء ضيعوا أي فرصة على كل طالب مجتهد أو طالبة مجتهدة، ويسرقون أماكن غيرهم (في الجامعات)".
وكانت وزارة التعليم المصرية قد أعلنت عن ضبط ستّ حالات غشّ إلكتروني في امتحانَي الفيزياء والتاريخ لشهادة الثانوية العامة، الأسبوع الماضي، من بينها حالتان أثناء امتحان مادة الفيزياء للشعبة العلمية في محافظتَي بورسعيد وسوهاج، وأربع حالات في امتحان مادة التاريخ للشعبة الأدبية في محافظات القاهرة والبحيرة والشرقية وأسيوط.
وأشارت إلى ضبط هؤلاء التلاميذ أثناء قيامهم بالغش الإلكتروني، والتحفّظ على أجهزة الهاتف المحمولة التي كانت في حوزتهم، مع تحرير محاضر إثبات حالة بالوقائع المضبوطة، واتّخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وسُرّبت أسئلة مادتَي الفيزياء والتاريخ، عبر مجموعات على تطبيق "تليغرام"، بعد دقائق قليلة من بدء عمل اللجان، في وقت حذّرت الوزارة التلاميذ من حمل الهواتف الخلوية حتى ولو كانت مغلقة، أو أيّ أجهزة إلكترونية أخرى تساعد في الغشّ، منعاً لتطبيق العقوبات الواردة في قانون الغشّ.