أصيب عشرات المواطنين بالتسمم نتيجة تلوث مياه الشرب في بلدة الغارية الشرقية في ريف محافظة درعا الشرقي جنوبي سورية.
وأوضح تجمع "أحرار حوران" (تجمع حقوقيين وإعلاميين يرصد أحداث الجنوب السوري) في تقرير صدر عنه اليوم الخميس، أن التلوث ناجم عن تسرب مياه الصرف الصحي إلى البئر الارتوازية التي تقع شمال شرق البلدة، والتي تمدّ نحو 150 بيتا فيها بمياه الشرب، إذ لاحظ أهالي البلدة وجود تلوث في المياه وأبلغوا المسؤولين إلا أن ردهم كان بأن البئر صالحة للشرب.
وقال التجمع في تقريره، إنه بعد يومين من ضخّ المياه إلى المنازل رغم وجود التلوث، وصل فريق متخصص من مدينة درعا إلى البلدة وأجرى الفحوصات اللازمة على المياه، ليتبين نتيجة التحاليل وجود تلوث في مياه البئر.
ونقل التجمع عن مصدر طبي في البلدة قوله إنّ "أكثر من 25 شخصاً أسعفوا إلى مشافي مدينة درعا، والبعض للمراكز الطبية القريبة من البلدة، "ما كلّف الأهالي مبالغ مالية طائلة ثمناً للأدوية وأجور المواصلات"، وفق التقرير.
وأوضح الحقوقي عاصم الزعبي عضو التجمع لـ"العربي الجديد"، أنّ موضوع تسرب المياه العادمة لبئر الغارية الشرقية ليس الحالة الأولى في محافظة درعا، وإنما الأمر تكرر ولا يوجد أي صدى من المسؤولين المحليين في البلدة، أو حتى في المحافظة.
وأضاف: "قبل أكثر من شهر تسربت مياه عادمة لشبكة مياه الشرب بحي شمال الخط بمركز مدينة درعا، ولا يزال حتى الآن دون إصلاح، وقد أصيب نتيجة ذلك أكثر من 40 شخصاً بالتهاب الكبد الوبائي لا يزال بعضهم في مشفى درعا الوطني ومنهم في مشافي دمشق، ومن الحالات طفلتان شقيقتان، وأيضاً 3 أشقاء ووالدهم. أهالي الحي طالبوا المسؤولين عدة مرات بإصلاح العطل لكن دون فائدة".
وتابع: "من الواضح أن حكومة النظام بشكل عام وإداراتها في المحافظات باتت عاجزة عن تقديم أي خدمات للمواطنين، وما يحدث إعلاميا هو ترويجي فقط أما على الأرض ومن خلال تواصلنا مع الأهالي فالوضع سيئ للغاية".
وقال مؤيد أبو المجد، أحد سكان ريف درعا الشرقي، لـ"العربي الجديد" إنّ الخدمات وخاصة المياه شبه معدومة: "تلوث المياه الذي حدث لا أحد يهتم به في الغارية الشرقية، بعد فترة من عجز الأهالي عن إيجاد حل عبر التوجه للمسؤولين، يكون علينا إصلاح العطل وهذا ما سيحدث، كما نفعل في كل مرة".
وكان التجمع أكد أن قطاع الخدمات في محافظة درعا يعاني منذ سيطرة النظام على المحافظة بعد تسوية يوليو/ تموز، وذلك بعد توقف عمل المنظمات الدولية في المنطقة وتجاهل حكومة النظام ومؤسساته للواقع فيها، أو القيام بمشاريع خدمية أو حتى ترميم البنى التحتية المدمرة، بسبب القصف والعمليات العسكرية.