اعتقلت السلطات التونسية، اليوم الإثنين، ناشطا مدنيا وأحد أهالي المفقودين في مدينة جرجيس، بينما كانوا في رحلة البحث عن جثث أبنائهم في مستشفى مدينة قابس، ما أجج حالة الغضب التي لم تهدأ في جرجيس، فيما تستعد المدينة إلى شن إضراب عام شامل، غدا الثلاثاء، وإقامة جنازة رمزية لـ18 شخصا من ضحايا ومفقودي المركب الغارق منذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي .
وأعلن الناشط بالمجتمع المدني، علي كنيس، أنه جرى اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب من قبل السلطات الأمنية في مدينة قابس أثناء بحث عبد السلام العودي، والد أحد المفقودين، عن جثة ابنه.
وكتب كنيس على صفحته الخاصة على "فيسبوك": "تم اعتقالي رفقة عبد السلام العودي والد المفقود ريان العودي بمحكمة قابس والاعتداء علينا بالضرب".
والإثنين، عاد الصيادون إلى رحلات التمشيط البحري والبري بحثا عن مفقودين جدد بعد أن طفت، أمس الأحد، جثة جديدة لأحد المفقودين وتم التعرف عليها من قبل أسرته عبر ملابسه قبل إجراء التحليل الجيني.
وأعلنت جمعية البحارة القيام بمحاولات تمشيط جديدة لسواحل المنطقة بالتوازي مع مواصلة تمشيط الشواطئ من قبل متطوعين من المنطقة.
إضراب عام في جرجيس
وأعلن الاتحاد المحلي في جرجيس عن إضراب عام ينفذ غدا الثلاثاء، للمطالبة بكشف الحقيقة كاملة حول قضية غرق المركب وطريقة تعامل السلطات مع الملف وموضوع الهجرة غير النظامية عموما.
وقال كاتب عام الاتحاد المحلي للشغل في جرجيس الهادي الحميدي، لـ"العربي الجديد"، إن "الهيئة الإدارية المحلية أقرت الإضراب العام بالتنسيق مع باقي المنظمات الوطنية وجمعية البحارة والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والجمعيات المدنية".
وأكد الحميدي أن "كل المؤسسات ستتوقف على العمل ما عدى المخابز والصيدليات وأقسام الطوارئ الطبية، على أن تسير في المدينة جنازة رمزية بـ18 نعشا، عدد ضحايا المركب المنكوب".
أعلنت جمعية البحارة القيام بمحاولات تمشيط جديدة لسواحل المنطقة بالتوازي مع مواصلة تمشيط الشواطئ من قبل متطوعين من المنطقة
وأضاف المسؤول النقابي بالجهة أن ملف الهجرة السرية يلقى بظلاله على الحياة في المدينة بأكملها، معتبرا أن حادثة غرق المركب "فجرت الغضب وكشفت حقيقة الوضع وفشل التعاطي الرسمي مع الملف".
وأشار إلى أن "الاتحاد المحلي في جرجيس يطالب بعقد مجلس وزاري على خلفية غرق المركب ونشر التحقيقات الرسمية وتكثيف جهود البحث عن المفقودين". وأضاف أن "السطات تعهدت في محضر جلسة، موقع بين السلط العمومية بمحافظة مدنين والاتحاد الجهوي للشغل منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، بفتح ملف المهاجرين في المنطقة، غير أنها تنصلت لاحقا من كل تعهداتها".
وعلّق الناشط السياسي علي كنيس، عضو حزب التيار الديمقراطي، وهو أحد أبناء جرجيس، على حادثة اعتقال العودي بأنه "في الوقت الذي كان يفترض أن تساعد السلطة أهالي المفقودين بتوفير التأطير النفسي لمساعدتهم على استيعاب الصدمة، ترسل لهم ما وصفه بالجلادين لمعاقتبهم".