تصاعد التوتر في شرق سورية يثير مخاوف السكان

07 اغسطس 2024
تؤثر التوترات الأمنية في أوضاع السكان بسورية، سبتمبر2023 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- سكان القامشلي والحسكة وريف دير الزور الشرقي يعانون من تدهور الأوضاع الأمنية، مما أدى إلى توقف الأعمال وانتشار القلق بين الأهالي.
- الأزمات المعيشية مثل نقص المياه والكهرباء والخبز تزيد من معاناة السكان، خاصة عمال المياومة الذين يتأثرون بشدة من توقف العمل.
- التوترات الأمنية أدت إلى حركة نزوح جديدة من عدة بلدات وقرى، مما يزيد من مخاوف السكان من العودة إلى مناطقهم الأصلية.

يتخوّف سكان مدينتي القامشلي والحسكة شمال شرقيّ سورية وريف دير الزور الشرقي، من زيادة حدة الأوضاع الأمنية في المناطق التي تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية، إذ توقفت أعمال الكثير من أصحاب المهن، اليوم الأربعاء، بسبب هذه التطورات التي تلت هجمات لمقاتلي العشائر على مناطق في ريف دير الزور.

وشهدت القامشلي منذ ساعات الصباح الأولى من اليوم، انتشاراً مكثفاً لقوى الأمن وحالة استنفار في المربع الأمني ضمن المدينة، تلاها إغلاق للمحال التجارية بالقرب من المنطقة، وهذا ما حرم أصحابها الوصول إليها، ومنهم عبد القادر أحمد، الذي قال لـ"العربي الجديد": "لدينا عائلات ونعتمد في دخلنا اليومي على العمل، ولهذا لا نحتمل التوقف لأيام أو أسبوع. هناك حالة من القلق لدينا من تطور الأمر للأسوأ".

وتابع: "هذا يؤثر كثيراً بنا، فعندما تكون الأوضاع متوترة، لا ينزل أحد إلى الأسواق خوفاً من المشاكل، فضلاً عن أن محالنا أيضاً بالإيجار. نرجو إيجاد حلول للشعب الذي أصبح همه الوحيد لقمة عيشه".

أزمات معيشية شمال شرقيّ سورية

وبالإضافة إلى التوترات الحالية، فإن سكان القامشلي والحسكة وباقي المدن والبلدات في منطقة شمال شرق سورية، يعانون من أزمات المياه والكهرباء والخبز، وتأزم الوضع المعيشي. وبالتالي، فإن المخاوف من التوتر الأمني تزيد من المشاكل التي يمرون بها، خصوصاً عمال المياومة، حيث إن انقطاعهم لأيام عن العمل يسبب أزمة حقيقية لهم.

عبد الحميد المواس، من سكان القامشلي، قال لـ"العربي الجديد": "بطبيعة الحال، في كل صباح نخرج إلى العمل، والكثير من الناس يعتمدون على المياومة، سواء أصحاب المحال أو غيرهم. اليوم فوجئنا بأن كل الطرق المؤدية إلى السوق المركزي مغلقة. لاحظنا انتشار قوات الأمن الداخلي وقوات عسكرية ملثمين ومسلحين يمنعون السيارات من دخول السوق. سألنا عما يحدث، فاكتشفنا أن المربع الأمني طُوِّق بعد التوتر وهجوم العشائر على مواقع قسد. نحن نوجه رسالة بأننا مسالمون، لا نريد أن تتداخل الأمور وتحدث مجازر في المنطقة، ولا سيما أننا عانينا من ظروف صعبة اجتماعياً ونزوح، واليوم نحن ندفع الثمن".

وأضاف: "في القامشلي خصوصاً، هناك من يدفع ثمن هذه المشاكل بكل المكونات. نفسية المواطن تغيرت، والخوف والرعب في نفوس الأهالي، وهذا يؤثر بالحالة الاجتماعية في المنطقة. لا نعلم إن كانت هذه الحالة قد تدوم لأيام أو أسابيع. نتخوف من المعارك وتوقف أعمالنا التي ليس لدينا مصادر دخل سواها".

حركة نزوح بحثاً عن الأمان

وسبّبت التوترات الحاصلة بريف دير الزور حركة نزوح من عدة بلدات وقرى. وقال إبراهيم العبدالله، وهو من سكان المنطقة، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" بعد حالة الهدوء والاستقرار النسبي الذي شهدته المنطقة بعد سنوات من طرد تنظيم داعش، إنها تعيش في الوقت الحالي مخاوف من عمليات عسكرية جديدة. وأضاف: "يكفينا ما عشناه من خوف، الكثير من سكان المنطقة لا يزالون في المخيمات نازحين يتخوفون من العودة، ومع هذه الأحداث الأخيرة أخشى أنهم لن يعودوا خلال فترة قريبة، وأننا سننزح من جديد".

المساهمون