طالب منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة، وعشرات المتظاهرين أمام السفارة المصرية في رام الله، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، السلطات المصرية بفتح معبر رفح مع قطاع غزة بشكل دائم ومباشر دون تدخلات أميركية أو إسرائيلية أو أوروبية.
وفي رسالة سلمها المتظاهرون لدبلوماسي مصري قال إنه ينوب عن السفير إيهاب سليمان، طالب المنتدى وعشرات الموقعين، السماح بدخول المساعدات الإنسانية والوفود الطبية إلى قطاع غزة، والسماح بنقل الجرحى إلى مصر وخارجها بشكل دائم ودون شروط، بالإضافة إلى إتاحة حركة الفلسطينيين من وإلى غزة للحالات الإنسانية، مع التأكيد على رفض التهجير، واستئناف تصدير البضائع من مصر إلى قطاع غزة بشكل طبيعي، كما كان الحال قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت عضو منتدى المنظمات الأهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة صباح سلامة، لـ "العربي الجديد": "الرسالة التي سلمت إلى السفارة تؤكد على دور مصر التاريخي كدولة شقيقة للشعب الفلسطيني، وتمتلك أهم منفذ لقطاع غزة وهو معبر رفح"، مؤكدة أن المطلب الرئيسي هو فتح المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية وإخراج الجرحى لدعم صمود الناس في قطاع غزة. وتابعت: "لا يعقل أن تستمر المجازر والمعبر مغلق".
بدورها، قالت مديرة جمعية المرأة العاملة للتنمية، أمل خريشة، لـ "العربي الجديد": "الرسالة هي رسالة نساء فلسطين إلى الحكومة المصرية لإعادة المواقف والاصطفافات بعد 75 يوماً من جرائم الاحتلال ضد النساء والأطفال والمدنيين في قطاع غزة". وأشارت إلى أن المنتدى يتشكل من 15 مؤسسة نسوية أرادت توجيه هذه الرسالة بضرورة وقف الحصار عن غزة، ووقف التواطؤ مع الولايات المتحدة وإسرائيل في منع وصول المساعدات الطبية والغذائية والوقود والماء حسب وصفها، وأن تصطف مصر إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. لكنها في المقابل، قالت إن الشعب الفلسطيني يقدر موقف الحكومة المصرية برفض التهجير.
وأكدت خريشة أن هناك مطالبة واضحة لمصر بقطع علاقات التطبيع مع الاحتلال، والاصطفاف إلى جانب نداءات الشعب المصري المقاوم الذي يحترم مقاومة الشعب الفلسطيني منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية. وأشادت بالمقاومة الفلسطينية قائلة إنه لأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال، أكدت أنها تستطيع هزيمة كيان الاحتلال الغاصب، وكل أدوات الاستعمار التي تشاركه لقمع الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه.
وهتف المشاركون هتافات عدة تشير إلى الضرورة الإنسانية لرفع الحصار وفتح المعبر، وتوفير الدواء، ورفض التجويع، والمطالبة بقطع العلاقات مع الاحتلال، وفي المقابل شعارات اعتبرت استمرار الحصار مشاركة في حرب الإبادة، بحسب تعبير المشاركين بالهتافات.
وتسلم دبلوماسي مصري نيابة عن السفير إيهاب سليمان الرسالة، وقال إن "مصر منذ عام 1948 لم تخذل القضية الفلسطينية، ولن تخذلها في ظل القيادة الحالية". وتابع: "ليس كل الكلام يمكن أن يقال، لكن الله يعلم حجم الجهود والضغوط التي نفرضها"، مشيراً إلى وجود تغير منذ بداية الحرب. فالشاحنات لم تكن تدخل المساعدات إلى قطاع غزة نهائياً، وقد دخلت بضعة شاحنات، مع إقراره بأنها لا توازي حجم المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
وقاطع شبان وشابات حديث الدبلوماسي بالمطالبة بطرد السفارة الإسرائيلية من مصر، فرد الدبلوماسي بالقول: الأهم بالنسبة لمصر إدخال المساعدات بشكل مستمر وبأكبر كمية ممكنة، مؤكداً أن ذلك يحتاج إلى اتصالات وتنسيقات على مختلف الأصعدة. وقال إن جهود مصر نجحت بإصدار قرار وقف إطلاق النار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكون ذلك غطاء سياسياً لكل أحرار العالم، فيما رد عليه المتظاهرون بأن المعبر سيادة مصرية، وهتفوا: "إحنا شبعنا خطابات إرفع إرفع الحصار".
وتضمنت الرسالة التي تسلمها وحصل "العربي الجديد" على نسخة منها أن تشديد إسرائيل الحصار الكامل على قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقطع أساسيات الحياة كافة، بالإضافة لإغلاق معبر رفح من قبل السلطات المصرية، أدى إلى كارثة إنسانية وصحية أودت بحياة الآلاف من الفلسطينيين، وفي مقدمتهم الأطفال الذين يموتون بسبب الجفاف، بحسب شهادة "يونيسف"، بالإضافة إلى خروج أكثر من ثلثي المستشفيات و70 في المائة من المراكز الصحية عن الخدمة.
وأكدت الرسالة أنه انطلاقاً من حقيقة أن معبر رفح هو معبر فلسطيني مصري، ومن الواجب القانوني والأخلاقي والعربي والإنساني المنوط بجمهورية مصر العربية، فإن الحكومة المصرية مطالبة برفض الإملاءات الإسرائيلية الأميركية التي تفرض مرور المساعدات عبر معبر العوجا للتفتيش والمصادرة من قبل جيش الاحتلال، قبل أن يسمح بدخولها إلى قطاع غزة بشكل لا يلبي احتياجاته.