تظاهر العشرات أمام محكمة حيفا، مساء السبت، للتنديد بمحاكمة أربعة من المعتقلين خلال تظاهرة جرت أمس الجمعة، في أم الفحم، معبرين عن رفضهم لاعتداءات الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين، قبل أن تقرر المحكمة الإفراج عن المعتقلين.
وطالب المتظاهرون بالإفراج عن جميع من تم اعتقالهم خلال تظاهرة "الغضب 7" في أم الفحم، والتي شهدت اعتداء الشرطة الإسرائيلية على المتظاهرين بوحشية، قبل اعتقال عدد منهم، من بينهم رئيس بلدية أم الفحم، سمير محاميد، والنائب يوسف جبارين، واللذين أفرجت عنهم الشرطة لاحقاً.
وقررت المحكمة الإفراج عن القيادي المعتقل محمد طاهر، لكن قائد شرطة أم الفحم قرر تقديم استئناف على القرار، كما أفرجت عن المعتقلين الثلاثة نور حسين إغبارية، وعمار خالد تلس، وعمر خالد محاميد.
وقال رئيس بلدية أم الفحم، سمير محاميد، والذي أصيب، يوم أمس، خلال اعتداء الشرطة، لـ"العربي الجديد"، "كان الهجوم وحشياً من الشرطة، ومن دون مبرر. الشباب حملوا توابيت تمثل ضحايا المجتمع العربي، لكنهم اعتدوا علينا بقنابل الصوت والرصاص المطاطي والمياه العادمة. تعرّضت شخصياً للضرب بأمر من قائد المنطقة الذي أشار عليّ. الحراك يطالب بمحاسبة الشرطة. لسنا عبيداً، ونحن أسياد هذا البلد، وحان الوقت ليدفع كل مذنب ثمن أخطائه".
من جهته، قال رئيس لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل، محمد بركة، لـ"العربي الجديد: "واضح أنّ الشرطة متواطئة. عندهم قوات لا تحصى لقمع المتظاهرين، لكنهم لا يحركون ساكناً في مكافحة الجريمة والمجرمين. كأن هناك تحالفاً بين الشرطة وبين عصابات الإجرام بهدف تفكيك المجتمع العربي، وأعتز بالرد الشعبي والحراك الشبابي الرائع الذي يتصدى لكل من يتطاول على الشعب".
وأوضحت والدة المعتقل محمد طاهر، لـ"العربي الجديد": "ابني عمره 28 سنة، وأنهى تعليمه في جامعة إربد في الأردن، وعمل مدرساً للتاريخ في المدرسة الأهلية في أم الفحم، وهو من مؤسسي الحراك، وهو يحب بلده، والجميع يشهد له بالأخلاق الحميدة".
ولا يزال المصاب مهند محاجنة في مشفى رمبام في حيفا، بعد إصابته في التظاهرة على أيدي الشرطة، وحالته الصحية مستقرة.
وعقد، ليلة أمس، اجتماع طارئ في بلدية أم الفحم، وصدر عنه بيان جاء فيه: "في أعقاب العدوان البوليسي العنصري على مظاهرة الجماهير التي دعا إليها الحراك الشبابي الفحماوي ضد تواطؤ المؤسسة الحاكمة وذراعها البوليسي مع عصابات الإجرام، وإصابة العشرات بالرصاص المطاطي، والقنابل الصوتية، والضرب الوحشي، وحالات الاختناق من قنابل الغاز، قررنا المطالبة بإقالة قائد الشرطة لأنه المسؤول المباشر عن هذه السياسة القمعية العنصرية ضد أم الفحم وأهلها".
وشهدت عدة بلدات عربية تظاهرات للتضامن مع حراك أم الفحم اليوم، وضد انتشار العنف والجريمة، وتواطؤ الشرطة الإسرائيلية.