توقف العمل في جامعات صينية إثر احتجاجات ضد تدابير كورونا

29 نوفمبر 2022
يضيء الطلاب الشموع بحرم الجامعة بهونغ كونغ تضامناً مع المحتجين (بيتر باركس/فرانس برس)
+ الخط -

قرّرت جامعات صينية غلق أبوابها وإعادة طلابها إلى بلداتهم وقراهم في محاولة من السلطات للسيطرة على الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد اعتراضا على فرض قيود صارمة وتدابير إغلاق لمكافحة فيروس كورونا.

وذكرت إدارة جامعة تسينغهوا، التي درس فيها الرئيس شي جين بينغ وشهدت احتجاجات طلابية يوم الأحد الماضي، أنها تهدف لحماية الطلاب من الإصابة بالفيروس. كما أعلنت عن الإغلاق جامعات أخرى في بكين ومقاطعة قوانغدونغ، جنوبي البلاد.

لكن تفريق الطلاب وإرسالهم إلى منازلهم في بلدات نائية يقلل أيضاً من احتمال المزيد من النشاط الطلابي في أعقاب احتجاجات نظمت في حرم جامعي الأسبوع الماضي. وفرت جامعات حافلات لنقل طلابها إلى محطات القطار، وقالت إن الفصول والامتحانات النهائية ستُجرى عبر الإنترنت.

ذكرت جامعة "بكين فورستري" على موقعها الإلكتروني قائلة "سنرتب لإعادة الطلاب الراغبين إلى مسقط رأسهم"، وأضافت إن اختبارات الفيروس التي خضع لها أعضاء هيئة التدريس والطلاب كانت سالبة.

أمرت السلطات بإجراء اختبارات جماعية، وفرضت ضوابط أخرى في مناطق بجميع أنحاء الصين عقب ارتفاع عدد الإصابات. لكن خطوة تفريق الطلاب كانت غير معتادة في وقت طلبت فيه إدارات مدن عدة من السكان تجنب السفر، وفرضت قيودا على الحركة.

وفي هونغ كونغ، احتج حوالي 50 طالبا صينيا في الجامعة الصينية بهونغ كونغ، يوم الإثنين، وأضاؤوا بعض الشموع في إظهار لدعم أولئك الموجودين في مدن البر الرئيسي، الذين تظاهروا ضد القيود التي أدت لحصر ملايين السكان في منازلهم.

من احتجاجات الطلاب في هونغ كونغ أمس (بيتر باركس/فرانس برس)

هتف الطلاب وهم يخفون وجوههم لتجنب الانتقام "لا لاختبارات (بي سي آر). نريد الحرية!" و"نعارض الديكتاتورية، لا للاستعباد!".

ساعدت سياسة "صفر كوفيد" في انخفاض أرقام الإصابات في الصين مقارنة بتلك التي تسجلها الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى.

لكن القبول العام في الصين لهذه السياسة تآكل مع حبس المواطنين في منازلهم ببعض المناطق لمدة تصل إلى أربعة أشهر، حيث يقولون إنهم يفتقرون إلى إمكانية موثوقة للحصول على الغذاء والدواء.

كان الحزب الشيوعي الحاكم قد وعد خلال الشهر الماضي بالحد من الاضطرابات عن طريق تغيير قواعد الحجر الصحي وغيرها من القواعد المعروفة باسم "المبادئ التوجيهية العشرين"، لكن الارتفاع الحاد في الإصابات دفع السلطات في عدة مدن إلى تشديد الرقابة.

تسريع عمليات تطعيم المسنين

وفي سياق متصل، أعلنت الصين، الثلاثاء، أنها ستسرّع عمليات تطعيم الأشخاص البالغين 60 عاماً وما فوق ضد فيروس كورونا، بعدما سجّلت حصيلة إصابات يومية قياسية في الأيام الأخيرة.

وتعهّدت لجنة الصحة الوطنية في بكين "تسريع الزيادة في معدل التطعيم للأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 80 عاماً ومواصلة زيادة معدل التطعيم للفئة ما بين 60 و79 عاماً"، مضيفة أنها "ستؤسس مجموعة عمل.. لوضع ترتيبات خاصة من أجل تطعيم المسنين ضد كوفيد-19".

يصطف كبار السن لتلقي جرعة من اللقاح في شنغهاي (تشو جيان تشونغ/Getty)

ولطالما اعتُبرت معدلات التطعيم المنخفضة في الصين، خصوصاً في أوساط المسنين، سبباً يدفع السلطات لإطالة أمد نهجها القائم على "صفر كوفيد"، إذ يقابل أي عدد قليل من الإصابات بالوباء بتدابير إغلاق وحجر.

وأفاد مسؤولون في لجنة الصحة الوطنية في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، بأنّ 65.8% فقط من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 80 عاماً تلقوا كامل جرعات اللقاحات، علماً أنّ الصين لم توافق بعد على استخدام اللقاحات القائمة على تقنية الرنا المرسال mRNA. وسجّلت الصين 38421 إصابة محلية، الثلاثاء، وهو عدد أقل من الأرقام القياسية المسجلة في نهاية الأسبوع.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، الأناضول)

المساهمون