فازت ياسمين الصكلي، وهي مدرسة في إحدى المدارس الابتدائية بصيادة بمحافظة المنستير في الوسط التونسي، بجائزة المعلم العالمي ضمن أفضل معلمي العالم من 110 دول.
وشاركت ياسمين في المسابقة العالمية global teacheraward 2020 بمشروع يحمل عنوان "تلاميذ العالم يطالعون"، بعد أن أعلمتها اللجنة المنظمة بفوزها ليتم اختيارها ضمن أفضل معلمي العالم من 110 دول، وتم اليوم الاثنين استقبالها من قبل وزير التربية فتحي السلاوتي.
وأكدت ياسمين الصكلي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنها شاركت صدفة في هذه المسابقة عندما عثرت على إعلان بشبكات التواصل الاجتماعي، مضيفة أنها سألت زملاءها المدرسين، ممن سبقت لهم المشاركة، عن هذه المسابقة التي تقام في الهند خاصة وأن هذه الدورة هي الثالثة، وعن شروطها، ثم شاركت مع نحو 900 مدرس من تونس، وملايين المدرسين من العالم أجمع.
وأوضحت ياسمين أن كل مدرس يسجل ثم يقدم مشروعا ليتم قبوله في مرحلة أولى، ثم يشتغل على هذا المشروع، مؤكدة أن مشروعها هو التشجيع على المطالعة من خلال كتابة قصص وتوظيف التكنولوجيات الحديثة والهواتف الجوالة لتحويل القصص إلى رقمية، سواء في شكل رسوم متحركة يتم عرضها على السبورة، أو عبر الوسائل الحديثة، ويتولى التلاميذ تسجيلها بأصواتهم وتمثيلها.
وأفادت المعلمة الفائزة أنها لاحظت أن مشروعها حظي باهتمام خاص نظرا لقيمة المشروع، مبينة أنها تحاول توظيف القصص في التدريس وحث التلاميذ على المطالعة، ويمكن أن تكون في أي مادة حتى في الرياضيات، مضيفة أنه لا يتم اعتماد الطريقة التقليدية في سرد القصص على التلاميذ، بل تكون القصص مصورة، وهو ما يخلق تنافسا بين التلاميذ، فبعضهم يسجل تلك القصة بصوته، ثم يتم اختيار أفضل الأصوات، ما يدفعهم إلى التمرن المستمر في البيت، وعادة القصص الفائزة يتم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وبينت أن أغلب تلاميذها لا يغيبون عن حصتها وهم متشوقون لاكتشاف قصص جديدة، مؤكدة أنه بحكم نشاطها الجمعياتي فهي من مؤسسي الجمعية التونسية لتكنولوجيا التربية الحديثة، فقد سبق أن عملت برفقة زملاءها على تعميم هذه التجربة في بعض المدارس، ولقيت فكرتها تجاوبا كبيرا من المدرسين والتلاميذ، ومؤخرا من وزارة التربية.
وأوضحت أن حلمها أن تلقى هذه الفكرة الرواج ليس في تونس فقط بل أن تتجه نحو العالمية، ليستفيد منها تلاميذ العالم في الوقت الذي يعزف فيه عدد كبير منهم عن المطالعة، بعد أن غزت ألعاب الهواتف النقالة على ذهن الكثير منهم وشلت تفكيرهم، مشيرة إلى أن هناك روابط للتشجيع على مطالعة هذه القصص، وبمجرد أن يستعمل التلميذ هاتفه تظهر له قصة بدل الألعاب.
وقضت ياسمين 11 عاماً في التدريس، ومع ذلك فإنها تعتبر أن التدريس رسالة لا بد من أن نسمو بالأجيال القادمة ونقدم لهم الأفضل، مؤكدة أنّ أغلب التلاميذ للأسف لا يطالعون ويهربون نحو الألعاب.
وأشارت إلى أن التتويج في هذه المسابقة سيكون يوم 22 نوفمبر/كانون الأول الجاري، وتأمل أن يستفيد أكبر عدد من التلاميذ بهذا المشروع، وحلمها أن تتحول البادرة إلى منصة للقصص الرقمية، وساعتها بإمكان أي شخص الاستفادة منها.
وكشفت المتحدثة أنها لم تكن تطالع في السابق، ولكن حادثة غيرت حياتها، إذ شجعها زميل لها على المطالعة وتنمية قدراتها، ومنذ ذلك الوقت تغيرت حياتها، وتحول شغفها بالمطالعة إلى التشجيع عليها من خلال عدة مشاريع.