استمع إلى الملخص
- مكافحة شبكات المخدرات أصبحت أولوية للسلطات التونسية، خاصة مع تزايد الإدمان والعنف في المدارس، حيث أطلقت حملات واسعة النطاق للتصدي للجريمة في محيط المؤسسات التعليمية.
- كشفت دراسات عن ارتفاع استهلاك المخدرات بين التلاميذ، حيث يتعاطى تلميذ من كل عشرة مواد مخدرة، مع سهولة الحصول على أقراص مهدئة ومنومة دون وصفة طبية.
أعلنت السلطات الأمنية التونسية، اليوم خميس، نجاح عملية نوعية أسفرت عن إطاحة 205 مروّجي مخدرات في تونس الكبرى، وعن حجز كميات كبيرة من المواد المخدرة. وأفادت الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس، في منشور على صفحتها على موقع فيسبوك، بأنّ الوحدات الأمنية نجحت فجراً في تفكيك شبكات إجرامية، من بينها خصوصاً شبكات ترويج مخدرات.
وجاء في نصّ البلاغ أنّ 205 عناصر خطرين ضُبطوا وحُجزت كميات متفاوتة من المواد المخدرة ومبالغ مالية وأسلحة بيضاء، وذلك في عملية أمنية واسعة النطاق متزامنة وموجّهة استهدفت مروّجي مخدرات وعناصر إجراميين خطرين في أقاليم تونس الكبرى، بالتنسيق مع النيابة العامة.
وصارت مكافحة شبكات المخدرات شاغلاً أساسياً للسلطات التونسية، مع تسجيل تحوّلات نوعية في الاستهلاك والمواد المروّج لها، التي تتراوح ما بين أصناف مخدرات "خفيفة" والكوكايين والحبوب المخدرة، بما في ذلك تلك المستخدمة لأغراض طبية. كذلك، تسعى السلطات الأمنية إلى تضييق الخناق على مروّجي المخدرات في محيط المؤسسات التعليمية في تونس، بعدما سجّلت البلاد في الأعوام الأخيرة زيادة في نسب الإدمان والعنف في المدارس، إلى جانب انتشار شبكات الجريمة التي تنشط في محيط المنشآت التي يرتادها التلاميذ.
في هذا الإطار، يقول المتحدث الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس الوطني العميد حسام الدين الجبابلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العملية النوعية التي أسفرت عن إطاحة مروّجي مخدرات كبار في إقليم العاصمة الكبرى جاءت على أثر عمل استخباري ميداني، استمرّ أسابيع قبل إعلان نهاية العملية النوعية مع الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس".
وأوضح الجبابلي أنّ "العمل الاستباقي للعملية ارتكز على تحديد الأهداف عبر خطة ميدانية محكمة نفّذتها القوات الأمنية بالتعاون مع النيابة العامة، التي أذنت بإجراء مداهمات لإطاحة نحو 200 مروّج مخدرات من العيار الثقيل وحجز كميات من المواد المخدرة ومبالغ مالية كبيرة".
وفي سبتمبر/ أيلول من عام 2023، أطلقت السلطات الأمنية التونسية حملات واسعة النطاق بهدف التصدّي لشبكات الجريمة في محيط المؤسسات التعليمية، أسفرت عن توقيف مئات الأشخاص الملاحَقين. واستجابت السلطات الأمنية لنداءات المنظمات المدنية التي دقّت ناقوس الخطر بعد تحوّل المؤسسات التعليمية ومحيطها إلى أهداف لمروّجي المخدرات، بالإضافة إلى استغلال التلاميذ في شبكات الترويج.
وفي عام 2021، كشف مسح وطني حول استهلاك المخدرات والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر عن أرقام صادمة بشأن استهلاك التلاميذ مختلف أصناف المخدرات، من بينها أنّ تلميذاً واحداً من بين كلّ عشرة تلاميذ يتعاطى مواد مخدرة. وبيّن المسح، الذي شمل عيّنة تتألف من 6230 تلميذاً وتلميذة، ارتفاع استهلاك المخدرات بين التلاميذ الذين لم تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، فيما رأى 12% من الأشخاص المستجوَبين أنّ التزوّد بأقراص مهدّئة ومنوّمة سهل وممكن من دون وصفة طبية. وأكد المسح نفسه استهلاك الهيروين من قبل تلاميذ، إلى جانب تعاطي آخرين مواد مخدرة أخرى مثل الكوكايين وأقراص "إكستاسي".
في سياق متصل، كشفت دراسة أعدّتها الجمعية التونسية لطب الإدمان في عام 2021 أنّ 3% من تلاميذ تونس يستهلكون المخدرات بانتظام، علماً أنّ أعمار هؤلاء تتراوح ما بين 15 و17 عاماً.