استمع إلى الملخص
- تتخوف الجامعات من تأثير وصول ترامب على الطلاب الدوليين، خاصة مع تهديدات الجمهوريين بترحيل الطلاب ومعاقبة الجامعات التي لا تتخذ إجراءات ضد المتظاهرين ضد الاحتلال الإسرائيلي.
- يواجه الطلاب ضغوطًا متزايدة بسبب التظاهرات ضد الاحتلال، مع اعتقالات وفصل طلاب واستقالة رؤساء جامعات، وسط تخوفات من تأثير ذلك على مستقبلهم الأكاديمي والمهني.
ناشدت جامعات أميركية طلابها الدوليين العودة إلى البلاد قبيل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، خشية تنفيذه ما تعهد به فيُحرمون من الالتحاق بجامعاتهم
دعت جامعات أميركية جميع طلابها الدوليّين للعودة إلى الولايات المتحدة قبل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، محذرة من أنه قد تُصدر أوامر تنفيذية جديدة من الإدارة المقبلة، بما قد يؤثر على إجراءات السفر والتأشيرة. وحصلت "العربي الجديد" على نسخة من البريد الإلكتروني المرسل من قبل فريق خدمة الطلاب الدوليين في جامعة "جورج تاون" إلى جميع الطلاب، يحثهم على التأكد من حصولهم على جميع المستندات اللازمة التي تمكنهم من العودة إلى الولايات المتحدة حال سفرهم في العطلة خارج البلاد.
وتضمن الخطاب المرسل: "نعلم أن العديد منكم قد يسافرون خارج الولايات المتحدة خلال العطلة الشتوية. يرجي التأكد من أن لديكم كل المستندات اللازمة للتمكن من العودة. أُرسل نموذج I-20 محدث مع توقيع السفر على الصفحة الثانية، مع العلم أن توقيعات السفر صالحة لمدة تصل إلى عام من تاريخ التوقيع أو حتى التخرج أيهما أقرب". وأكدت أنه "يتعين على الطلاب العودة قبل 20 يناير"، لافتة إلى أنه قد يتم إصدار أوامر تنفيذية جديدة مع الإدارة الجديدة التي تبدأ في 20 يناير، ما قد يؤثر على إجراءات السفر أو التأشيرة. وكشف عدد من طلاب الجامعات في مختلف الولايات أنهم تلقوا بريداً إلكترونياً مماثلاً يحثهم على الوصول مبكراً قبل تنصيب ترامب خوفاً من تنفيذ تهديداته.
وتتخوّف الجامعات التي تحصل على دخل مادي كبير من الطلاب الدوليين من أن يتأثر الوضع بوصول الرئيس المنتخب ترامب، وأن ينفذ تهديداته بمنع مواطني دول معينة من دخول الولايات المتحدة، كما فعل في دورته الرئاسية الأولى.
وعلى مدار العام الماضي، حاول الجمهوريون (فازوا بالرئاسة وبغالبية مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين بدءاً من هذا الشهر)، استهداف الطلاب الذين يتظاهرون ضد الإبادة الجماعية في غزة وضد الاحتلال الإسرائيلي، وتعهدوا بأنه سيتم ترحيل الطلاب غير الأميركيين إلى خارج البلاد، ومعاقبة الجامعات التي لا تعاقب هؤلاء الطلاب. ومرر مجلس النواب الأميركي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، عدداً من مشاريع القوانين تتيح التوسع في تهمة معاداة السامية وإلغاء تأشيرات لأسباب تتعلق بحرية التعبير والتظاهر، غير أنّ الديمقراطيين رفضوا طرحها للنقاش والتصويت في مجلس الشيوخ. إلا أن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ الجديد إلى جانب مجلس النواب تتيح الآن طرح هذه القوانين للتصويت، وحال انحياز عدد من المشرعين الديموقراطيين الداعمين لإسرائيل لها، فإنها قد تأخذ شكل قرارات أو قوانين رسمية.
وأقرّ الحزب الجمهوري في البرنامج الرسمي الذي يستهدف تنفيذه طوال الفترة الرئاسية المقبلة من يناير 2025 وحتى عام 2029، نحو 20 تعهداً، على رأسها طرد من وصفهم بـ"المتطرفين المؤيدين لحركة حماس" من أجل "جعل حرم الكليات آمناً ووطنياً مرة أخرى"، ويُقصَد بذلك المتظاهرين في الجامعات الذين طالبوا بوقف الإبادة الجماعية في غزة، ووقف استثمارات الجامعات في شركات تدعم إسرائيل مالياً وعسكرياً.
وتتضمن خطة الجمهوريين الذين تعهدوا بتنفيذها مع فوزهم بالانتخابات الرئاسية والتشريعية، "إدانة معاداة السامية ومحاسبة من يرتكبون أعمال عنف ضد الشعب اليهودي، وإلغاء تأشيرات الأجانب الذين يدعمون الإرهاب والجهاد". وقصد الجمهوريون بذلك من يتظاهرون من أجل وقف إطلاق النار في غزة، إذ طالب أعضاء جمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ بإلغاء تأشيرات لطلاب يتظاهرون في الجامعات، ووصفوهم بأنهم يدعمون الإرهاب. كما تتضمن خطط الحزب إعادة حظر السفر الذي كان دونالد ترامب قد فرضه في فترته الرئاسية الأولى.
ويخشى طلاب الجامعات الأميركية المزيد من الاستهداف للحريات الطلابية والأكاديمية. وشهدت الجامعات العام الماضي اعتقال أكثر من ثلاثة آلاف طالب كانوا يتظاهرون سلمياً ويشاركون في مخيمات سلمية للمطالبة بوقف الاستثمارات في شركات تدعم الاحتلال الإسرائيلي. كما عمدت جامعات، من بينها جورج واشنطن، وجورج ميسون، ونيويورك، وهارفارد، وغيرها إلى فصل عشرات الطلاب وما زالت بعض القضايا متداولة في المحاكم. كما تسببت الضغوط السياسية من قبل أعضاء الكونغرس الداعمين لإسرائيل والاستجوابات المنحازة ضد حقوق الإنسان في فلسطين في استقالة عدد من رؤساء على رأسهم رئيسة جامعة بنسلفانيا ليز ماغيل، ورئيسة جامعة هارفارد كلودي غاي وآخرون.
وتشهد الجامعات محاولات من طلاب ومنظمات صهيونية لمحاصرة الآراء المعارضة للإبادة الجماعية في غزة والاحتلال الإسرائيلي، من خلال إعداد قائمة بأسماء أعضاء التدريس المؤيدين للحق الفلسطيني والطلاب وتقديمها لإدارات الجامعات ووضعها على قوائم صهيونية تستهدف عدم حصولهم على وظائف في المستقبل.
تقول إحدى الطالبات الدوليات في جامعة "جورج تاون"، طلبت عدم ذكر اسمها، في ظل التخوفات من الاستهداف من قبل إدارة ترامب، لـ "العربي الجديد"، إن جميع الطلاب الدوليين حريصون على الوصول إلى الولايات المتحدة قبل تنصيب الرئيس المقبل، خشية إصدار قرارات بحظر بعض الجنسيات من الدخول إلى البلاد أسودة بما فعل في ولاياته الأولى.
وتلفت إلى أن هناك تخوفات من التظاهر والاشتراك في تظاهرات العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، بعد تعديل الجامعات "مدونات السلوك" بها للتضيق على حرية الرأي والتعبير ومنع الطلاب من التظاهر أو إنشاء مخيمات طلابية كما فعلوا العام الماضي، مضيفة أن هناك بعض الطلاب الأميركيين يواصلون التظاهر، ولكن حدة التظاهرات تأثرت كثيراً في ظل تخوف الطلاب على مستقبلهم.
من جهتها، تقول الطالبة مريم سيغال، وهي عضوة حركة طلاب الصوت اليهودي من أجل السلام، لـ "العربي الجديد"، إن الطلاب سيواصلون النضال والتظاهر ضد الإبادة الجماعية في غزة، رغم محاولات إدارات الجامعات التضييق عليهم، لافتة إلى أن التهديدات التي أطلقها أعضاء في الكونغرس والرئيس المنتخب ومسؤولون في إدارته الجديدة لن تثنيهم عن التعبير عن آرائهم.
وأعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب أكثر من مرة، أنه سيتم طرد الطلاب المتظاهرين من الجامعات، ومنع حصول جامعات على التمويل الفيدرالي. كما أعلن أنه سيتوسع ويعيد "حظر السفر الذي كان ناجحاً للغاية، لمنع دخول مواطنين من عدد من البلدان والأقاليم". وشمل قرار حظر السفر في 2017 مواطنين من ستة بلدان ذات غالبية مسلمة هي ليبيا وسورية واليمن والصومال والسودان وإيران. أضافت الإدارة لاحقاً دولاً أخرى مثل نيجيريا وإريتريا وتنزانيا، وهي قرارات ألغاها الرئيس الحالي جو بايدن بمجرد وصوله إلى البيت الأبيض 2020.