"كلّ المسلمين يستحقون الموت، إنهم قذرون وإرهابيون، واليهود يحكمون العالم"، عبارة على لافتة وجدها طلاب جامعة جورج ميسون الواقعة بولاية فيرجينيا الأميركية معلقة على جدران أحد المباني، مما دفعهم إلى التظاهر لمطالبة رئيس الجامعة بالتحقيق في الواقعة.
واندلعت منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، مئات المظاهرات في عدد كبير من الجامعات الأميركية للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة والتضامن مع حقوق الفلسطينيين.
جرائم كراهية وتهديدات بالقتل
وقال طلاب ومنظمات لـ"العربي الجديد"، إنّهم تلقوا تهديدات بالقتل في أكثر من جامعة، متهمين الجامعات بأنها توفر بيئة للعنصرية، خاصة مع عدم إدانتهم ما يحدث وعدم التحقيق في الانتهاكات التي تتم ضد الطلاب المسلمين والعرب، بل وحظر المنظمات الطلابية التي تدعم حقوق الفلسطينيين.
وتضمن المنشور الذي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، والذي انتشر في واحدة من أهم جامعات العاصمة واشنطن دي سي (يُقصد بواشنطن دي سي مقاطعة كولمبيا التي يوجد بها البيت الأبيض والكونغرس، وولايتا فيرجينيا وماريلاند)، أنّ كل المسلمين يستحقون الوفاة، واليهود يحكمون العالم"، واستكمل المنشور الذي وضعه طلاب يدعمون الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل، رئيس الجامعة غريغوري واشنطن دائما سيكون في جانبنا، وليس في جانبكم أيها المسلمون الإرهابيون، واليهود سيقتلونكم جميعا أيها الخنازير".
انتشر الخوف بين الطلاب العرب في العموم، أو حتى من يدعمون القضية الفلسطينية، توقّع الجميع أن تتخذ الجامعة موقفاً، لكن لم تهتم جورج ميسون حتى بنشر بيان يدين الواقعة أو التعصب ضد المسلمين رغم أنها نشرت بياناً من قبل ضد معاداة السامية، يقول أحد الطلاب -فضل عدم ذكر اسمه-: شعرت بالخوف والرعب، من أن يتم الاعتداء عليّ داخل الحرم الجامعي، وشعرت زميلاتي المُحجبات بالخوف من أن يتم استهدافهن بسبب أنهن هدف واضح لارتدائهن الحجاب".
تظاهر طلاب الجامعة، ضدّ التهديدات التي تلقوها بالقتل داخل الحرم الجامعي، ووعدت الجامعة بالتحقيق، ورغم مرور أسبوعين على الواقعة إلا أنه حتى اليوم -بحسب ما يقول طلاب- لم تصدر نتائج التحقيق.
"العربي الجديد"، أرسل رسالة بريدية إلى إدارة الجامعة، طرح فيها بعض الأسئلة حول هذه التهديدات، وبالفعل تلقى اتصالا من مسؤول الإعلام بالجامعات، كان السؤال عن المستندات التي بين أيدينا، وطلب منا إرسالها إليهم عبر البريد الإلكتروني، ثم عاد وسألنا عن المبنى الذي وجدت فيه هذه اللافتة، وأجبنا على تساؤلاتهم، ثم لم نتلق ردا آخر حتى هذه اللحظة.
منذ السابع من أكتوبر، وما تلاه من عدوان إسرائيلي على غزة، أصدرت الإدارة 4 بيانات وجهتها إلى طلابها، كان أولها بتاريخ 10 أكتوبر الماضي دانت ما وصفته بالحادث الإرهابي، وعرضت المساعدة على طلابها الدوليين من إسرائيل وغزة، أما الثاني بتاريخ 17 أكتوبر، فلم يتحدث نهائيا عن عملية الإبادة الجماعية التي تتم من قبل إسرائيل في غزة وإنما أشار مجددا إلى هجوم السابع من أكتوبر، أما البيان الثالث فقد دان ما وصفه بمحاولات نشر خطاب مهين معاد للسامية، وجاء البيان الرابع يدين الاعتداء على المسلمين فقط بعد إصابة 3 طلاب فلسطينيين في فيرمونت بسبب ارتداء الكوفية.
طلاب جورج ميسون: رصدنا حتى اليوم 24 جريمة كراهية بالجامعة
وقال طلاب أعضاء في حركة طلاب من أجل فلسطين بالجامعة، إنهم يتعرضون لتهديدات دائمة داخل الحرم الجامعي، سواء بسبب الحجاب أو ارتداء الكوفية الفلسطينية، وأنه تم رصد 24 جريمة كراهية داخل الحرم الجامعي حتى اليوم، رغم وجود عشرات الذين يخافون من تقديم شكاوى، كما تم تتبع طالبات كن يؤدين الصلاة.
وأضاف الطلاب، أن هناك أكثر من منظمة مثل "الأميركيين الأصليين"، و"لاتينيون"، يدعمونهم، بالإضافة لطلاب آخرين بدأوا مؤخرا بالتعرف إلى الفلسطينيين الذين يعانون ويقدمون لهم الدعم والمساندة، وأنهم سيواصلون التظاهر حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة.
ولا تعد جامعة "جورج ميسون"، حالة خاصة بين جامعات العاصمة الأميركية، حيث جاءت رسائل الجامعات كلها تدين حادث السابع من أكتوبر، دون أي إدانة للاحتلال الإسرائيلي أو عملية الإبادة الجماعية التي تتم في غزة، وعلى رأسها جامعات جورج واشنطن وجورج تاون والجامعة الأميركية وغيرها من الجامعات.
حظر منظمات تدعم فلسطين .. ونزع حجاب طالبة
وقامت جامعة جورج واشنطن بحظر عمل المنظمات الفلسطينية التي تدعم الحق الفلسطيني مثل "طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، "ويهود من أجل السلام"، بالإضافة لملاحقة الطلاب عبر الإنترنت، وقال طلاب طلبوا عدم ذكر هويتهم إنه تم نزع الحجاب من على رأس إحدى الطالبات داخل الجامعة، كما تعرضوا لمضايقات لفظية ومحاولات للاعتداء الجسدي.
تمزيق لافتات دعم فلسطين بجامعة جورج تاون
وشهدت جامعة جورج تاون تمزيق لافتات داعمة للفلسطينيين، ومضايقات لفظية داخل الحرم الجامعي، وقالت الطالبة إكليل بجامعة جورج تاون، إن الإدارة أظهرت منذ البداية انحيازها للجانب الإسرائيلي، واستخدمت عبارات مثل الإرهاب مما زاد من التعصب والانحياز ضد العرب والمسلمين، وأوضحت أن السفارة الإسرائيلية استهدفت "طلاب من أجل فلسطين" ونشرت هجوما عليه وكانت التعليقات أنه يجب أن يموتوا.
وأشارت إلى أن المضايقات تتم بشكل متكرر خاصة بعدما ظهر انحياز إدارة الجامعة إلى جانب واحد، ويتم وصف المتظاهرين أو بعض من يرتدين الحجاب بأنهم "داعمو حماس"، لافتة إلى أن الطلاب تلقوا تهديدات بالاعتداء عليهم داخل الحرم الجامعي، وتمزيق لافتات تطالب بوقف إطلاق النار أو الصلاة من أجل غزة، كما تم وصفهم بالإرهابيين من قبل طلاب آخرين لمجرد أنهم يطالبون بحقوق الفلسطينيين، وأن إحدى زميلاتهم بالكلية تمت ملاحقتها عبر الإنترنت.
زيادة الوعي بالقضية الفلسطينية رغم محاولات التضييق
ورغم محاولات التضييق، والانحياز الإعلامي ضد الفلسطينيين، إلا أن هناك زيادة في وعي الطلاب بالقضية الفلسطينية، وقالت سيدني طالبة بجامعة هاورد بالعاصمة الأميركية واشنطن، إنها بادرت بإنشاء حركة طلاب من أجل فلسطين عقب الاعتداءات الأخيرة على غزة اعتراضا على صمت الجامعة على الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل.
وأضافت أنه قبل ذلك لم يكن هناك وعي كبير داخل الجامعة، ولكن هناك تغير كبير في الموقف الجماعي داخل الجامعة، وصارت هناك معرفة أكبر عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرة إلى أن ذلك انعكس في مشاركات الطلاب في المظاهرات التي تم تنظيمها الفترة الماضية.
وتطالب سيدني، الجامعة، باتخاذ موقف واضح من العدوان الإسرائيلي، ووقف الاستثمار في شركات الأسلحة ووقف المنح التي يتم تقديمها من قبل شركات الأسلحة والشركات الداعمة لإسرائيل.