هزت جريمة جديدة، تحت مسمى "غسل العار"، محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، حيث أقدم والد طفلة على خنقها حتى الموت بذريعة الشرف، وذلك بعد أيام على مقتل الفتاة عيدة السعيدو بذات الذريعة.
ووفق التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الفتاة، آية خليفو، كانت مسجونة من قبل والدها في منزل العائلة بمدينة الحسكة، ومقيدة بسلسلة معدنية لمدة تزيد عن عام قبل إقدام والدها على قتلها خنقاً أمس الإثنين. وسجنت الطفلة بعد تعرضها للاغتصاب من قبل ابن عمها، وكان الدافع لقتل آية صدور حكم قضائي من قبل النظام السوري، بسجن المغتصب ثلاثين عاماً، ويشار إلى أن الوالد يقيم في المربع الأمني الخاضع لسيطرة النظام في المدينة.
بدورها، أوضحت رجاء عيسى، مديرة العلاقات والتنسيق في منظمة سارة، لـ"العربي الجديد" أنهم كمنظمة نسائية مدنية يناهضون العنف بكافة أشكاله "الآن نرى حلقات مسلسل شنيع، منذ أيام كانت عيدة سعيدو التي قُتلت بأبشع طريقة، كما رأينا على صفحات التواصل الاجتماعي، واليوم نرى آية خليفو التي قتلت على يد والدها خنقاً في مدينة الحسكة".
أضافت عيسى "هذه هي المعلومات الأولية لدينا، الأب سلم نفسه والمعلومات المستجدة حول هذه الحادثة لم نعرفها بعد، طبعاً نحن نتابع المستجدات، ولكن لا نتابع المستجدات فقط بل ندعي على هؤلاء الأشخاص، ولا نسقط حقنا ونريد أن تأخذ العدالة مجراها، ليكونوا عبرة لكل شخص يفكر أن يقدم على هكذا فعل".
وتابعت عيسى "يدعي الأهل أن هذه الجرائم تأتي تحت ذريعة الشرف، أين كان شرفكم عندما زوجتم عيدة سعيدو بعمر الـ15، أين كان شرفكم عندما حرمتموها من حق التعليم وحق الحياة؟ نحن ندين ونستنكر هذه الجرائم البشعة بحق النساء. هناك أسباب كثيرة تؤدي إلى القتل منها فوضى انتشار السلاح وعدم وجود رقابة أمنية، والفقر والجهل وضغوطات الحياة والعادات والتقاليد البالية والسلطة الذكورية".
وعن التصدي لمثل هذه الجرائم، رأت عيسى أن ذلك يأتي عبر إتاحة فرص عمل للنساء ونشر الوعي بين جيل الفتيات الجديد، والرقابة على ألعاب الإنترنت، حيث أن هناك الكثير من الألعاب الالكترونية يجب منعها، بحسب عيسى، وتأمين مصلح اجتماعي يتواصل مع الطلاب في المدارس، ولا بد أن يكون هناك محاضرات توعية للأهالي عن كيفية التعامل مع الأبناء من الجيل الجديد.
جريمة #الشرف الثالثة خلال ال ١٣ يوما في #الحسكة
— Venus Mohammed/ڤينوس محمد (@venusmohm) July 6, 2021
بحق فتاة تبلغ من العمر ١٦ عاماً قضت على يد والدها
بعد ان حكمت المحكمة على مغتصبها ( ابن عمها) بالسجن ٣٠ عاماً!
إلى متى ستدفع #النساء في #سوريا نتائج الايدلوجية المنحدرة للهاوية والتي غذتها الحرب عند البعض خلال ال١٠ سنوات الماضية! https://t.co/Vzr69ZvFrs
ووفقاً لمنظمة سارة لمناهضة العنف ضد المرأة، فإن تسع إناث قتلن بحجة "الشرف" خلال الأشهر الـ12 الماضية، ما بين منتصف 2020 ومنتصف 2021، ومن بين الجرائم الأشد وحشية الجريمة التي ارتكبت بحق الفتاة عيدة السعيدو، التي قتلت قبل أيام رمياً بالرصاص من قبل أشقائها وأقرباء لها.
وكان المحامي عبد الناصر حوشان، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "المشرّع السوري تعامل مع بعض القضايا بناءً على دافع الجريمة، واعتبر أنّ الدافع الشريف عذر محل من العقاب، أو سبب من أسباب التخفيف القانونية"، موضحاً أنّه "تمّ تعديل المادة 548 ليصبح الدافع الشريف عذراً مخففاً في كلّ الأحوال، وقد تمّ التمييز بين حالتين: الأولى الزنا بالجرم المشهود واعتبرته عذراً محلاً، والثانية، حالة الريبة مع آخر واعتبرته عذراً مخففاً، لكن للأسف يتم التعامل مع هذه القضايا بحسب عادات وتقاليد وأعراف كل منطقة، وتختلف سبل معالجتها باختلاف هذه الأعراف والتقاليد، وأغلبها تأخذ بعادة القتل ظناً بأنّ ذلك سيمحو العار".