أصدرت جامعة بغداد، اليوم الأربعاء، توجيهات صارمة بمنع التدخين في جميع كليات ومفاصل الجامعة، كما قرّرت حظر بيع جميع أشكال التبوغ داخل الجامعة من قبل النوادي والكافيهات الموجودة فيها، وسط ترجيحات باتخاذ جامعات عراقية قرارات مماثلة.
وعلى الرغم من تشديد السلطات العراقية في العام 2019 الإجراءات المتعلّقة بحظر التدخين في الأماكن المغلقة، كوسائل المواصلات والمباني المغلقة والدوائر الحكومية وفرض غرامات مالية بحقّ المخالفين، فضلاً عن عقوبات بحقّ المقاهي والمحلات التي تبيع التبوغ لمن هم دون سن الثامنة عشرة، ورفع نسبة الضرائب على استيرادها، إلا أنّ تلك القرارات ظلّت غير مفعّلة.
وحملت وثيقة صادرة عن رئاسة جامعة بغداد، تداولتها وسائل إعلام محلية عراقية، تبليغاً إلى الكليات والمعاهد والمراكز التابعة لها، بالتزام العاملين كافة بعدم التدخين أمام الطلبة، والتزام الحوانيت والنوادي في الكليات والمعاهد والمؤسسات التابعة لها بعدم بيع السجائر بكافة أنواعها ومنتجات التبغ (السجائر العادية والأركيلة الإلكترونية) أو التدخين فيها.
ويأتي القرار بعد انتقادات واسعة صدرت عن كوادر تعليمية ومثقّفة حيال ظاهرة التدخين بالجامعات وتحوّل بعض النوادي والاستراحات فيها إلى نسخ مشابهة لمقاه موجودة بأحياء العاصمة.
وفي هذا الإطار كشف مصدر في وزارة التعليم ببغداد لـ"العربي الجديد"، عن "توجّه الوزارة إلى تخويل رؤساء الجامعات اتخاذ إجراءات صارمة حيال فسخ العقود مع أصحاب الحوانيت والاستراحات داخل الجامعات المخالفين لآداب الجامعة العامة، مع التشديد على منع التدخل داخل مباني الجامعات وأروقتها وإقرار عقوبات تصل إلى الفصل المؤقت حيال المخالفين"، وأضاف أنّ إصدار جامعة بغداد التوجيه يأتي ضمن تفعيل ضوابط السلوك في الجامعات.
وتداول ناشطون وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر بتأييد للخطوة، وأخرى تحدّثت عن أسباب المنع، وذكر حساب معني بأخبار جامعة بغداد، أنّ قرار منع التدخين في حرم الجامعة، جاء بسبب انتشار ظاهرة الأراكيل الإلكترونية والسجائر بكثرة بين الطالبات، في وقت انتقد آخرون القرار تحت مزاعم أنّ على الجامعة الاهتمام بالواقع العلمي أولاً.
وتشير آخر التقديرات لوزارة الصحة العراقية، إلى وفاة شخص واحد كلّ عشرين دقيقة لأسباب تتعلق بالتدخين.
وذكر عضو برنامج مكافحة التبغ في وزارة الصحة العراقية، وسيم كيلان، في تصريحات صحافية سابقة، أنّ "مسوحات أجريناها أظهرت أنّ شخصاً يموت كل 20 دقيقة لأسباب تتعلق بالتدخين"، وأوضح أنّ "العراق ينفق يومياً 2 مليار دينار (حينها كانت القيمة تعادل نحو 1.65 مليون دولار)، لشراء التبغ ومنتجاته من الخارج".
وأفاد كيلان بأنّ "نصف مراجعي عيادات طب الأطفال، من الأطفال دون عمر 5 سنوات، يعانون من مشاكل تنفسية مرتبطة بالتدخين والنرجيلة".