بعد نجاته من الموت الذي خطف أفراد أسرته، بات حلم حمزة الأحمد (17 عاما)، أن يكون لديه طرف اصطناعي ذكي عوضاً عن القدم التي فقدها في زلزال فبراير/ شباط من العام الماضي.
وأتى الزلزال، الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سورية، على مدينة جنديرس، شمالي حلب، بشكل قاس، ما أدى إلى انهيار المبنى الذي كان يقطنه حمزة مع عائلته، ليفقد والده ووالدته وأربعة من أشقائه، ولم يتبق له في هذه الحياة سوى شقيقه الأكبر عبد الهادي.
ويتذكر حمزة 35 ساعة قضاها تحت الركام قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني من إخراجه، فاقدا ستة من أفراد عائلته وساقه، ليعين نفسه بعكازين، ثم طرف اصطناعي عادي لا يساعده على إكمال حياته.
يقيم حمزة اليوم مع شقيقه عبد الهادي (23 عاما) في مخيم لمتضرري الزلزال على أطراف مدينة جنديرس، شمال حلب، شمال غربي سورية، إذ يحاول عبد الهادي أن يعوض حمزة فقد الأب والأم والأشقاء.
يُقدم عبد الهادي لشقيقه كل أنواع الرعاية نظرا للإعاقة التي باتت لديه، عدا عن المشاعر التي يفيض بها عليه، متقاسمين كذلك ألم الفقد لأفراد أسرتهما.
يتجول حمزة في جنديرس على عكازيه، ويتعمد الوصول في غالب الأحيان إلى مكان البناء الذي كان يقطنه عند وقوع الكارثة، يتذكر بمرارة والده ووالدته وأشقاءه الذين فقدهم هناك، حيث رائحة الموت لم تفارق المكان بعد عام على واحدة من أكبر الكوارث في القرن الحالي.