أعلنت رئاسة الهجرة التابعة لوزارة الداخلية التركية، عن اعتقال 2322 مهاجراً سرّياً في البلاد، وترحيل نحو 3000 آخرين، بين 20 و26 يناير/ كانون الثاني الجاري، مؤكدة أن "معركتنا ضد الهجرة السرية مستمرة".
وبحسب ما نشرت صحيفة "حريات "التركية، اليوم الثلاثاء، فإنّ السلطات التركية رحلت، منذ بداية العام الجاري، 8571 مهاجراً سرياً دخلوا البلاد، وأن إجراءات ترحيل ما يقرب من 20 ألف أجنبي مستمرة، بفضل الإجراءات الأمنية المتخذة على البوابات الحدودية، ومنع أكثر من 274311 مهاجراً سرياً من دخول البلاد في العام الماضي.
وكشفت الهجرة التركية، أنه أعيد 66534 مواطناً أفغانياً إلى بلادهم في عام 2022، من بينهم 44433 على متن 234 رحلة طيران مستأجرة ونحو 22101 من خلال رحلات مجدولة، إضافة إلى 12385 مواطناً باكستانياً، عبر رحلتين مستأجرتين ورحلات مجدولة.
وأشارت الصحيفة التركية إلى أنه منذ عام 2016 تجاوز عدد المهاجرين السريين الذين رحلتهم تركيا 430 ألفاً، مشيرة إلى أن معدل نجاح الترحيل في أوروبا يبلغ نحو 11%، في حين يصل هذا الرقم إلى 70 % في تركيا، وذلك بعد أن شنت الأجهزة الأمنية التركية حملة واسعة ضد المهاجرين السريين في المحافظات الكبرى وعلى رأسها إسطنبول، بالتزامن مع تصاعد حملات سياسية وشعبية واسعة معادية للاجئين.
وكان المدير العام لمكافحة الهجرة غير المنظمة وشؤون الترحيل لدى رئاسة إدارة الهجرة التركية، رمضان سيتشيل ميش، قد أشار سابقاً إلى اكتظاظ مراكز الترحيل، مبيناً في تصريحات أن الطاقة الاستيعابية تضاعفت إلى عشر مرات خلال السنوات القليلة الماضية.
وأوضح سيتشيل ميش، أن مراكز الترحيل في السابق كانت تستوعب 1740 مهاجراً فقط في العام 2015، لافتاً إلى أنه مع المراكز التي سيتم افتتاحها في مايو/ أيار المقبل، سنصل إلى 30 مركز ترحيل في جميع أرجاء البلاد بطاقة استيعابية تصل إلى 20 ألفاً، وبذلك "نكون قد ارتفعنا من 1740 إلى 20 ألفاً، ما يعني 10 أضعاف الرقم السابق".
ويرى المحلل التركي، باكير أتاكجان، أن حملة ملاحقة المهاجرين السريين، ستتصاعد في بلاده بالتزامن من اقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي حددها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 14 مايو/ أيار المقبل، لأن ورقة المهاجرين باتت موضع تسابق بين الأحزاب.
ويضيف أتاكجان لـ"العربي الجديد"، أن سلطات بلاده طورت من طرق الملاحقة، إذ بدأت حملات التفتيش على الفنادق وحتى السكن الشبابي، بالمدن القريبة من الحدود من بلغاريا أو اليونان، وتركيز الجهود على إسطنبول وإزمير وإردنة، كونها المدن الأكثر استقطاباً للمهاجرين القادمين من دول الربيع العربي وأفغانستان، بشكل خاص.
وضمن التسابق على ملف المهاجرين واستغلاله بالانتخابات التركية المقبلة، أعلنت أحزاب المعارضة التركية (الطاولة السداسية)، أمس، عن أهدافها فيما يتعلق بملف اللاجئين في البلاد.
وقالت أحزاب الطاولة السداسية، في مذكرة مشتركة، إنها ستعقد اتفاقيات مع الدول المصدرة للاجئين من أجل ضمان عودتهم، مضيفة خلال بيان، إنها ستعمل على رفع عدد مراكز إعادة اللاجئين، وخفض تكتل اللاجئين في البلديات.
وأشار بيان المعارضة إلى أنها ستعمل على إعادة السوريين تحت الحماية المؤقتة إلى بلادهم في أقرب وقت، وإلغاء عمليات التجنيس الاستثنائية.
وكان قادة المعارضة التركية الستة، قد وقعوا، الإثنين، مذكرة تفاهم مشتركة بينهم تتضمن 9 عناوين رئيسية 79 عنوان فرعي و2500 مادة في 200 صفحة.
والعناوين الرئيسية التسعة في نص المذكرة هي "القانون والعدل والقضاء" و "الإدارة العامة" و "مكافحة الفساد والشفافية والتدقيق" و"الاقتصاد والتمويل والعمالة" و "العلوم والبحث والتطوير والابتكار وريادة الأعمال والتحول الرقمي". فضلا عن "سياسات قطاعية"، و"تعليم وتدريب"، و"سياسات اجتماعية"، و"سياسات خارجية، ودفاع، وأمن، وسياسات الهجرة".